لدي من نوايا العمل الصالح الكثير ولكني أشعر بالعجز، فماذا أفعل؟

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسأل الله ان يزيدكم من فضله، أنتم السبب في إرشادي إلى الطريق المستقيم، فجزاكم الله الخير العظيم.

أولا: عمري 18 سنة، وفي قلبي من نوايا الخير في المستقبل بعد أن أنتهي من الثانوية العامة أن أبدأ بإذن الله بطلب العلم الشرعي، وأن أنشئ أماكن وقفية ومستشفيات لمساعدة الناس، رغم أنني لا أملك كل هذا المال، لكن أعلم أن الله إذا أراد أمرا هيأ له أسبابه، لا أقول ذلك رياء ولكن لتشجعوني.

ثانيا: عندي وسواس في حب نساء الطب، وأنهن لطيفات وجميلات وحنونات، حتى أنني أحيانا تأتي لي هواجس بأني سأرتبط بأجنبية -أعوذ بالله-، ولا أستطيع التخلص من هذه الوساوس، كما أني أود دراسة الطب من أجل أن أتزوج من طبيبة، وكل ذلك من ضمن الوساوس، فكيف أتخلص منها؟

ثالث: أريد أن ترشدوني إلى عمل لو أن أجمل نساء العالم عاريات أمامي ما تحركت نفسي إليهن طرفة، وأريد عملا يجعلني أبكي بكاء من خشية الله، فأنا لا أريد الدنيا أن تكون في قلبي ولو ذرة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاشم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: نشكرك كثيرا على إشادتك بالموقع، ونحمد الله تعالى أن هداك إلى الطريق المستقيم، ونسأله سبحانه وتعالى أن يوفقك لما تنوي عمله في أعمال الخير، كما جاء في الحديث الصحيح والمشهور: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى"، فلك الثواب والأجر إن شاء الله.

ليس عيبا أن تحترم نساء يعملن في مهنة الطب لما وصفته من صفات إنسانية كالعطف والتعامل اللطيف؛ فهذه صفات تقتضيها هذه المهنة الإنسانية، ولكن ينبغي أن يفهم هذا التعامل في حدوده المهنية ولا يخرج عنها، وليس عيبا أن يكون لك هذا دافعا لدراسة الطب في هذه المرحلة، وليس مستحيلا أن تتزوج طبيبة مسلمة فيها صفات الزوجة الصالحة، ولكن من الخطأ أن يكون هدفك من دراسة الطب هو التعرف على الطبيبات، فالزواج لا يكون بهذه الطريقة.

وإذا كانت نيتك من دراسة الطب هي علاج المرضى وتقديم المساعدة لهم وهي الغاية السامية فستكون من ضمن أفراد هذا المجتمع المهني، ويرزقك الله ما تريد، والمسلم ينبغي أن يكون داعيا في أي مكان وفي أي مجال من مجالات الحياة المختلفة.

وحب الرجال للنساء وحب النساء للرجال هذا شيء فطري من أجل التزواج والتكاثر بالضوابط الشرعية المعروفة، والتوقف عن التفكير الكثير في هذا الأمر، فهو سيفسد عليك حياتك، فكن منضبطا في تفكيرك، وحول تفكيرك لما يفيدك.

هون على نفسك، وافعل ما تستطيعه من أعمال البر، وانته عما نهى الله عنه، واسأل الله تعالى أن يوفقك لفعل الطاعات ويجنبك فعل المنكرات، وهو القادر على ذلك سبحانه وتعالى.

وبما أنك في مرحلة عمرية حرجة فيها الكثير من التغيرات الفزيولوجية والشخصية والاجتماعية، فحاول التركيز على دراستك وطاعة والديك، واستثمر أوقات فراغك فيما هو مفيد لدينك ودنياك؛ وستتغلب على ما سميته بالوساوس.

إن كنت تحب طلب العلم الشرعي فهذا شيء عظيم، والتعلم الشرعي أصبح سهلا وميسورا، وبإمكانك التسجيل في إحدى منصات التعلم، مثل البناء المنهجي، أو أكاديمية زاد، أو مرتقى، وغيرها كثير، فابحث عنها وسجل في البرنامج المناسب، وعليك بالاستمرار وعدم الانقطاع، وستجد ثمرة ذلك في المستقبل.

وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات