هل أترك الفتاة التي أحببتها أم أستمر معها؟

0 27

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 23 سنة، كنت مثل معظم الشباب لدي أصدقاء من الفتيات، ومررت بتجارب حب فاشلة، ولكن منذ 4 سنوات بدأت أبتعد عن هذه الأشياء، وبدأت أتقرب من الله، وأعرف المزيد عن ديني.

ومنذ فترة قصيرة ذهبت لخطبة فتاة أعتقد أنها فتاة صالحة، مر على خطوبنتا شهران، وأحيانا أشعر أنني لا أحبها، وأخاف أن أظل هكذا وأظلمها معي، ولكن لا أستطيع تركها لأنني إلى الآن لم أر منها سوءا، وتعاملني معاملة جيدة.

تراني حبل نجاة لها، حاولت كثيرا أن أخرج تلك الأفكار من عقلي لكنني لا أستطيع، أحيانا أشعر بالانهيار لأنني لا أعرف ما يجب علي فعله.

لقد صليت صلاة استخارة كثيرا، ورأيت تسهيلا من الله في الأمر كثيرا، لكنني لا أشعر بالسعادة مثلما أرى أصدقائي من حولي، وليس لدي الشغف في محادثها كثيرا، لا أعلم ما يجب علي فعله؟

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- العاقل في الموقع، نشكر لك الاتصال والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يهيأ لك السعادة والاستقرار.

لا يخفى عليك أن عدونا الشيطان لا يريد لنا الحلال، ولا يريد لنا الخير، وعلينا أن نعامل عدونا بنقيض قصده، واعلم أن الأمر كما قال ابن مسعود للشاب الذي خطب فتاة وخشي أن يبغضها -خاف أن يكرهها- قال له ابن مسعود ناصحا: (إن الحب من الرحمن، وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم)، فالمشاعر التي تأتي للشاب أو للفتاة بعد الخطبة وبعد القبول والارتياح والانشراح هي غالبا من عدونا الشيطان الذي لا يريد لنا الحلال ولا يريد لنا الخير.

إذا كان الحب من الرحمن -كما قال ابن مسعود- فإن ما عند الرحمن من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته، عليه: ننصحك بكثرة الدعاء، ثم المواظبة على ذكر الله تبارك وتعالى، وترداد الأذكار، خاصة عندما تأتيك هذه المشاعر السالبة، من أجل أن نقهر عدونا الشيطان ونخالفه، لأنه لا يريد لنا الخير، وربنا العظيم أمرنا فقال: {إن الشيطان لكم عدو} ثم أمر فقال: {فاتخذوه عدوا}، وعداوتنا للشيطان إنما تتحقق بطاعتنا للرحمن.

وقد يأتي الشيطان يذكرك بما كان من غفلات في الماضي، عندها أيضا ننصحك بالاستغفار والتوبة والندم، والسجود لله شكرا أنه تاب عليك، وهيأ لك الفرص، وفتح لك باب الحلال، فإن الشيطان يندم إذا تبنا، ويتحسر إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا، فنسأل الله أن يعينك على الخير.

وأرجو ألا تخاف من المشاعر المذكورة، فإنها أحيانا أيضا تكون تبعا للمسؤوليات، فإن الإنسان بعد أن يخطب خطبة رسمية ثم يتجه للاستعداد يشعر بالمسؤولية، أن هناك شخصا سيكون تحت رعايته، وأن عليه أن يوفر كذا وكذا، ويأتي مراسيم الاحتفال والزواج؛ هل ستواجهنا صعوبات؟ من سيأتي من الضيوف؟ يعني: التفكير هذا، لأنه تغيب العاطفة ويتقدم العقل، لأننا الآن دخلنا في مشروع عملي.

ولذلك أرجو ألا تقف طويلا أمام المشاعر السالبة، وتعوذ بالله من شيطان لا يريد لنا الخير، واجعل علاقتك في مرحلة الخطبة متوازنة.

لا تظن أن الذي يذهب كل يوم للخطيبة ويكلمها بالساعات يفعل صوابا، إن هذه الأمور لا تصح، ينبغي أن ندرك أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام، من أراد ما هو أكثر من ذلك عليه أن يحول الخطبة إلى عقد نكاح، وعندها تكون أمامه الفرص واسعة، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات