أعاني من مرض نفسي وأرجو منكم التشخيص.

0 30

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مرض نفسي منذ ثلاث سنوات يذهب ويأت كل فترة، ولكنه سبب لي حالة من الخوف والترقب، ويأتيني الآن على شكل نوبات كل فترة.

ذهبت لدكتور القلب لعلاج سرعة نبضات القلب بعد الأكل وأثناء النوم، وكل الفحوصات سليمة -ولله الحمد-، فقلت له أنني شاهدت مقطع فيديو عن خفقان القلب، ربما عندي فتق في الحجاب الحاجز، وهو يقوم بتنبيه القلب أو العصب العاشر، فقال: ليس بك شيء، وصرف لي دواء منظم للقلب isoptin80mg، وداوء للاكتئاب وهو أقراص Lenuxin 10 ملغ 28 حبة صباحا، وأخذت الدواء بعد تردد أسبوعين.

ذهب للدكتور النفسي، وشكيت له حالتي، وقد حدد مرضي في ثلاثة أشياء:

- قلق عام.

- وسواس قهري.

- رهاب اجتماعي.

والمرض هو خوف شديد جاءني قبل سنة ولأول مرة لمدة أسبوع، كاد أن يقضي علي -وبفضل الله- تغلبت عليه، ولكن الآن يأتيني نوبات خجل شديد، بعدما عانيت من الخوف بدأ لي الخجل، كنت أخجل من أي شيء، لم أستطيع التحدث مع الناس إلا ويبدأ الاحمرار القوي على وجهي، ولو أحرجني طفل لما استطعت المجابهة، وقد ذهب -ولله الحمد-.

لكن بقي الخجل فإذا غاب شخص أعرفه من قبل ثم عاد فإنني أتحاشى مواجهته؛ لأنني أخجل بشكل كبير، أما الغرباء فلا بأس لا أخجل.

لو أحرجني شخص ما أستطيع الرد، ويبدأ وجهي بالاحمرار، وهذا الوسواس يأتيني كل فترة، وقد عانيت منه في السابق، كبلع الريق، والنظر إلى عين واحدة للمتحدث، مراقبة التنفس، شرود الذهن أثناء الاستماع للأشخاص.

ما رأيكم بدواء زولفت ودجماتيل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو اسحاق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وصفك لحالتك واضح جدا، فالأمر قد بدأ بنوع من الأعراض النفسوجسدية، والجوانب النفسية ظهرت في تسارع ضربات القلب والشعور بالخفقان، ومن ثم ذكرت أعراض كلها تشير بالفعل إلى وجود ما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة وجل مخاوفك هي في الناحية الاجتماعية أو ما يسمى بالرهاب الاجتماعي لكنه بدرجة بسيطة.

أخي: يعرف أن هذه الحالات بالفعل تختفي وتأتي في بعض الأحيان تكون في شكل هفوات، وفي أحيان أخرى تكون نكسات، والبناء النفسي للإنسان يلعب دورا كبيرا في ذلك، كما أن الطرق العلاجية والتأهيلية التي ينتهجها الإنسان هي التي تحدد مآلات ومسار حالته، الذي يحقر القلق ويستفيد منه ويحوله إلى قلق إيجابي من خلال العمل والإنتاجية والتواصل الاجتماعي وحسن إدارة الوقت، وبالنسبة للخوف تجده دائما يقتحم ولا يتخلف عن واجب اجتماعي، احرص على الصلاة مع الجماعة، تمارس الرياضة الجماعية فبهذه الكيفية يصبح التعافي أكثر قوة وثباتا مما يقلل كثيرا من فرص الانتكاسات.

أما الدواء فهو ممتاز وجيد وفاعل، لكن الإشكالية مع الأدوية أنها حين يتوقف منها الإنسان بعد فترة قصيرة سوف ترجع الأعراض إذا لم يكن قد دعم الدواء بالسلوكيات النفسية الإيجابية وعلاجات الاجتماعية التي تعرضنا لها، -فيا أخي الكريم- أرجو أن تطمئن، أرجو أن لا تتنقل بين الأطباء هذا حقيقة يسبب الكثير من المتاعب والتواهمات والوساوس المختلفة، كن حريصا على أن تحقر فكرة الخوف، وكن حريصا أيضا على أن تجعل دائما أفكارك ومشاعرك وأفعالك إيجابية، -وكما ذكرت لك- الحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد والقيام بالواجبات الاجتماعية هو الأمر الطبيعي والوسيلة الجيدة والتي تضمن لنا عدم حدوث انتكاسات.

أخي الكريم، تمارين الاسترخاء أيضا دائما ما نوصي بها لأن فائدتها مثبته وهي فائدة كبيرة جدا، فأحرص على تطبيق هذه التمارين، وذلك من خلال الاطلاع على كيفية تنفيذها من أحد المواقع على اليوتيوب وإن وجدت الاخصائي النفسي الذي يدربك عليها فهذا أيضا أمرا جيدا، أريدك أن تحسن إدارة وقتك، وأن تطور نفسك في عملك هذا مهم جدا، وأن تصل رحمك هذه كلها وسائل طيبة للعلاج.

الزوالفت هو تقريبا أفضل دواء لعلاج مثل هذه الحالات، والدوجماتيل دواء داعم، فالزوالفت قطعا هو الأفضل لكن في المرحلة الأولى يمكن للإنسان أن يتناول كليهما مع بعضهما البعض وبعد شهرين يتم التوقف عن الدوجماتيل وبعد ذلك يستمر الإنسان على الزوالفت لفترة لا تقل عن 6 أشهر، فيمكن يا أخي الكريم أن تستشير الطبيب الذي وصف لك الأدوية الأولى حول الانتقال للزوالفت.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله أن يبلغنا رمضان الكريم ويجعلنا جميعا من الصائمين القائمين، تقبل الله طاعتكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات