أختي كثيرة الصراخ ولا تسكت أبدا حتى تأخذ ما تريد، كيف نتعامل معها؟

0 46

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم وبكل العاملين على هذا الموقع لما فيه من معلومات قيمة.

أرجو منكم النصيحة فيما يلي، وألا تتم إحالتي إلى استشارات أخرى.

أختي الصغيرة مدللة منذ طفولتها، وكل طلباتها أوامر، بعمر أربع سنوات، وللأسف والدي غير موجود أي ولدت وهي لا تعرفه، وحاليا نعيش عند جدي وجدتي مع والدتي، صوتها دائما عال، وشخصيتها جدا مسيطرة على خلافنا نحن نتصف بالهدوء، كل شيء تريده تصرخ من أجله ولا تسكت أبدا حتى تأخذ ما تريد، كيف نتعامل معها؟

أيضا أخي بعمر كذلك مقارب، يتسم بالهدوء الشديد، مشكلته أنه فوضوي بشكل كبير، وكل محاولاتنا بأن يغير من طبعه باءت بالفشل، هل هناك أسلوب معين يجعله يرتب أغراضه من تلقاء نفسه دون إجبار منا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ward حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة العاقلة- في الموقع، ونشكر لك أمر الاهتمام بإخوتك الصغار، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحهم، وأن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا شك أن وجود الجد والجدة يزيد مزيدا من العواطف والدلال لهؤلاء الصغار في غياب والدهم، ونحب أن نؤكد أن الدلال الزائد يضرهم جدا ولا ينفعهم، ونرجو أن يتفهم الجد والجدة والوالدة كذلك هذا الأمر.
نحن سعداء بهذا الفهم وبهذا الحرص وبحسن الطرح للسؤال منك، ونعتقد أن لك دورا كبيرا في تصحيح هذه الأوضاع، وأرجو أن تكون البداية بأن تقتربي من الجد والجدة والوالدة، وتطلبي منهم وضع حد لهذا الدلال، لأن هذا ليس في مصلحتهم، ليس في مصلحة البنت الصغيرة التي ينبغي أن يكون التركيز عليها؛ لأن هذا الصغير سيمشي على طريقها ويتأسى بها، ويتخذ نفس أساليبها.

متى ما شعر الطفل أن الدموع وأن الصراخ يمكن أن يأتي له بما يريد فإنه سيستمر على هذا السلاح، وهذا أمر في غاية الخطورة، إذا كان سيصرخ في البيت ويعطى ما يريد؛ فالمجتمع لن يستجيب له، وسيواجه صعوبات كبيرة في حياته أو في حياتها.

لذلك من المهم جدا إيقاف هذا الأسلوب التربوي الذي يلحق الضرر الكبير بأبنائنا، وسيكون مصدر إزعاج بالنسبة لنا، فعندما تنتقل هذه البنية - أو هؤلاء الأطفال - إلى المرحلة التي بعدها وتصبح على أبواب الأمومة سيكون عليها من الصعب جدا حتى إدارة نفسها، ولذلك من المهم جدا وضع حد لهذا الدلال، والفكرة تبدأ بأن لا نستجيب للدموع، وألا نستجيب للصراخ.

طبعا هذا سيزعجنا ليوم أو يومين، وساعة أو ساعتين، لكن إذا علم الطفل أن الدموع وأن الصراخ وأن هذه الأشياء لا تأتي بنتيجة فإنه سرعان ما يتوقف، وهذا لن يحدث إلا إذا اتفق الجميع على هذه المسألة، خاصة عندما يكون في الأمور الكمالية، الأمور التي لا تضره ولا ينفع، أو لا تضرها ولا تنفعها.

بالنسبة للصغير وبالنسبة لهم جميعا: طبعا الأطفال في هذه السن بحاجة إلى التشجيع، وبحاجة إلى من يفهم طبيعة المراحل العمرية، فأربع سنوات هي مرحلة السلوكيات، هي مرحلة ربما السب، هي مرحلة ربما محاولة التمرد واكتشاف النفس واكتشاف الآخرين، فبالتالي أرجو أيضا أن تكونوا على علم بهذه المرحلة العمرية، وأنت -ولله الحمد- بهذا الوعي تستطيعين أن تدخلي لتعرفي خصائص مراحل الطفولة، ثم تتعاملي على هذا الأساس.

الذي نحب أن نؤكد عليه هو أن الأسرة ينبغي أن تكون على منهاج واحد وعلى طريقة واحدة، ونؤكد مرة أخرى أن الأمر طالما هي لم تبلغ خمس سنوات أو تزيد عن خمس سنوات فإن مسألة السيطرة والتعديل ستكون سهلة، نرجو أن يتفهم أفراد الأسرة هذه الأمور، وحتى الأب إذا اتصل أو تواصل يحضها على سماع الكلام، وعلى أن تحافظ على صلاتها... يعني: يبدأ يكلمها في أمور بطريقة لطيفة جدا، ويربط هداياه وعطاياه بحسن تعاملها مع من حولها وسماعها لكلام أمها.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات