غرقت في الديون وأكاد أخسر صحتي بسبب ذلك!

0 30

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب استثمرت في مشروع لكن رغبتي في النجاح والطموح الزائد أغرقتني في الديون، والآن أنا عاجز عن تسديدها، خصوصا أن أحد الأصدقاء يهددني بشيك.

لم أعد أهتم لصحتي، تعبت جدا، ولا أدري كيف أخرج من هذا المأزق؟ تعبت كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي أيوب- في موقعك (إسلام ويب)، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت ونسأل الله أن يبارك في عمرك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فإننا نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: نتفهم نفسيتك وما تمر به الآن من صعوبات تراكمت بعضها فوق بعض، ونتفهم كذلك الألم الذي أصابك من خسارتك، ونتفهم كذلك نظرتك السلبية إلى مستقبلك، ومع كل هذا لا نوافقك على قولك (عاجز) لأن ما مضى أمر وشعورك بالعجز أمر آخر، شعورك بالعجز أسوأ مما حدث وأبعد أثرا وأعمق خطرا من مشكلة الشيك أو مشكلة المادة، وعليه فإننا ندعوك ابتداء إلى طرد هذه الفكرة من رأسك، والتعامل مع الواقع الذي وضعت فيه نفسك بشيء من العقل وكثير من الواقعية.

ثانيا: أنت ما أردت السوء، ولا قصدت الشر لأحد، ولا أردت إضاعة مال الناس، وإنما أردت الخير وإن أخطأت الطريق، أردت النجاح وأخطأت الوسيلة الصحيحة، وعدم تعمدك يصرف عنك تعب الضمير، خاصة وهي شراكة والأصل فيها أنها قائمة على الربح والخسارة.

ثالثا: نحن هنا نبشرك بحديث صحيح لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليكون دافعا لك إلى النهوض من هذه الكبوة الطارئة -بإذن الله-، فقد روى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله)) وهذه بشارة خير متى ما نويت السداد وسرت إليه بطريق صحيح، فاحمد الله على ذلك وانهض وقل يا رب.

رابعا: الناس أمام البلاء على قسمين: قسم يهرب من الواقع ليعيش في الوهم، ربما يستريح بعض الوقت لكنه حتما سيعود إلى الحقيقة ليتألم ألما مضاعفا، ويدرك بعد طول وقت أنه يهرب من المشكلة إليها. وقسم آخر يضع الأمور في نصابها فيحدد المشكلة بهدوء ويجعل لها جدولا، فالمشاكل الدائمة التي لا تتعالج منهجه فيها: كيفية التعايش معها وكيفية عدم تطورها، والمشاكل التي تعالج يبدأ فيها الأسهل فالأسهل، وهذه النوعية كل يوم تحل مشكلة ربما تكون بسيطة، لكنه يشعر أنه تقدم وأنه فعل شيئا جديدا.

خامسا: إننا ننصحك أن تذهب إلى بعض الصالحين من أهل التجارة وتسأل ذوي التخصص كل في مجاله عن الطريقة الصحيحة لجدولة هذه الديون والخروج منها، واستئناف التجارة من جديد، قم وابدأ ولو بالقليل، وأكثر من الدعاء لله عز وجل أن يسد عنك وأن يهيأ لك الخير وأن يرشدك إليه، وثق أن الله سيعينك ويسددك وييسر أمرك.

وفي الختام أخي الحبيب: اجعل لك من الليل نصيبا من الصلاة، واجعل لك من القرآن وردا تحن إليه، واجعل لك من الذكر أورادا ترحل معها وبها، افعل ذلك وأنت تسير في طريق نهوضك، وثق أن الله سيعينك، ونحن هنا إخوانك، راسلنا في أي وقت ونسأل الله أن يسد عنك وأن يصلح حالك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات