السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا شاب متزوج، وأعيش في بيت مؤجر مع زوجتي وأمي، وأنا من ينفق على البيت، وأبي يعيش في منزل لوحده لأنه لا يتوافق مع أمي، وبينهما خلافات كثيرة، كما أن لي أختا كانت متزوجة، وتعيش مع زوجها، ومنذ فترة تطلقت أختي من زوجها، وتعيش الآن في المنزل معي أنا وزوجتي وأمي.
وبعد فترة تكلمت مع أمي لكي تطلب من أختي أن تعيش عند أبي، ولكن أمي تريد أن تبقيها عندي رغما عني وبالإجبار، وأختي لا تريد أن تسكن مع أبي بحجة أن طباعه لا تعجبها، ووضعي المادي صعب، حتى زوجتي أصبحت متضايقة من وجود أختي؛ لأنها تقوم بأعمال المنزل لوحدها، فأختي أصبحت تعمل خارج المنزل لتنفق على حاجاتها الشخصية، وتذهب صباحا وتعود قبل الغروب، وأحيانا بعده، ولا تريد أن تنصاع لأوامري مثل: عدم خروجها من المنزل إلا بإذني، أو عدم وضع المكياج أو العطر.
سؤالي: أليس من حقي الطلب من أختي العيش في منزل أبيها؟ وهل علي إثم؟ مع العلم أن أمي حقدت علي بسبب طلبي، وأختي حقدت علي وذهبت للعيش في منزل خالتي.
أفيدوني بارك الله بكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى أن يرزقك بر أمك والإحسان إليها، وعدم الوقوع في إغضابها، وأن يعينك على ذلك.
وثانيا: إن كنت تسأل عن الحقوق التي تأثم لو ضيعتها وفرطت فيها؛ فإنه ليس من الواجب عليك أن توفر لأختك المسكن ما دامت تجد مسكنا آخر مع والدها يمكن أن تعيش فيه، لا سيما وأن زوجتك لا ترضى بأن تعيش معها في منزل واحد، ومن حق الزوجة أن تسكن في مسكن مستقل المرافق كما يقول الفقهاء، فهذا من حقها على زوجها، وليس من العقوق لأمك أن تطلب منها أمر أختك بأن تسكن مع والدها.
هذا إذا سألت عن الحقوق، ولكن المسلم ينبغي أن يحرص على الإحسان، فإن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}، ولا سيما الإحسان مع أقرب الأقربين إليه كأمه وأخته، ولهذا نصيحتنا لك أن تسعى بما أمكنك من الوسائل في تطييب قلب أمك وأختك ولو بالكلمة الطيبة، وإيجاد الإعذار والمخارج التي تبرر لك عدم السماح لأختك البقاء في بيتك، إذا لم يكن ذلك ممكنا، فإن أمكنك أن تبقي أختك في بيتك بمراضاة زوجتك، وتعدها خيرا في مستقبل الأيام، وأن الله سبحانه وتعالى سيغير الحال، ونحو ذلك من الكلام الطيب الذي تستجلب به رضا زوجتك وتصل به إلى رضا أمك والإحسان إلى أختك؛ فإن هذا هو خير الأحوال التي ينبغي أن تسعى إليها، فإذا صدقت العزم والنية فإن الله سبحانه وتعالى سييسره لك.
نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير ويقدرك عليه.