السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عني وعن المسلمين جميعا خير الجزاء.
أنا فتاة في الثامنة والعشرين من عمري ولم أتزوج، وأنا مؤمنة بالله سبحانه وأن هذا التأخير هو الخير لي: ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون))[البقرة:216].
ولكن المشكلة في أني أريد أن ألبس الحجاب الشرعي (النقاب)، ولكن كل من يكلمني يقول: انتظري حتى تتزوجي، وهذا الكلام يؤثر علي، وقد أثر على رأيي الآن، فماذا أفعل؟
أرجو التشجيع منك أو إفادتي بالنصح المناسب.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نونا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ابنتي العزيزة: نسأل الله العظيم أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يرزقنا وإياك الثبات حتى الممات.
الحجاب شريعة الله، والإسلام هو الانقياد لله والاستسلام له سبحانه: ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما))[النساء:65].
والمؤمن ليس له إلا أن يقول: سمعنا وأطعنا: ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا))[الأحزاب:36] فأرجو أن تسارعي بارتداء الحجاب، ولا تلتفتي لكلام من يدعوك إلى ترك الحجاب حتى تتزوجي، والإنسان لا يضمن أن يعيش إلى الغد.
وكم من عروس جهزوها لزوجها وقد نسجت أكفانها وهي لا تدري
وهذه النية دليل على بذرة الخير التي أرجو أن تنميها بتلاوة القرآن وطاعة الرحمن، واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وإنما ننال التوفيق في حياتنا بالطاعة لا بالمعصية.
واعلمي أن الشباب ينظر إلى المتبرجات ولكنه عندما يتزوج لن يرضى إلا بالحريصة على حجابها وسترها، حتى لو كان هذا الفتى غير متدين فإنه يحرص على ذات الدين؛ لأنه لا يثق بالتي كانت بالأمس تعرض جمالها على كل من هب ودب؛ لأن العاقل لا يرضى لزوجته أن تكون قد عرضت جسدها ومحاسنها لكل الناس، وهذا مصدر توتر في الحياة الزوجية مستقبلا إذا تم الزواج من امرأة متبرجة.
فأرجو أن تعلمي أن طاعة الله أعلى وأغلى، وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه، فاحرصي يا ابنتي على حجابك وصلاتك وطاعتك لله، واعلمي أن ما عند الله لا ينال بمعصية، وهذا تفكير غير صحيح ومفاهيم مغلوطة عن الحجاب، فبعض الناس يظن أن الحجاب للكبيرات في السن، ولكن العكس هو الصحيح، فالقواعد من النساء ليس عليهن جناح في ترك الحجاب، ومع ذلك قال تعالى: ((وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم))[النور:60] سميع لكل ما يقال، عليم بما في القلوب من النيات والمقاصد، فراقبي الذي يعلم السر وأخفى، وكوني مع الله لتكون الدنيا في خدمتك، وأسأل الله أن يحفظك من التبرج والسفور.
أسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي يعينك على طاعة الله، والله الموفق.