السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على هذه الخدمة الجليلة.
دائما أشعر بانعدام الثقة في نفسي وفي قدراتي، دائما أشعر بالانطوائية والخجل الزائد من فعل أمور طبيعية، لا أستطيع التعرف على أشخاص جدد إلا بمحاولتهم هم لذلك مهما كنت منجذبا لشخص لصلاحه، أريد الصحبة الصالحة، ولكن لا أستطيع التعرف عليهم، دائما ما أفقد السيطرة على عقلي، خاصة عند قول الأذكار أو قراءة القرآن أو الصلاة، أبدأ في قراءة الأذكار من حفظي إلى أن أنهيها، ولا أدري ماذا قلت، وماذا سهوت عنه، إلى أن أعيدها مرارا وتكرارا حتى أنهيها، وكذا القرآن والصلاة، أحس أني دائما أشعر بالاكتئاب، رغم التزامي ومحافظتي على الصلاة -والحمد لله-، أخشى أن يكون ذلك نتاج مشاهدة الإباحية لفترة كبيرة من عمري لتأخر الزواج، قد تكون 10 سنوات -الحمد لله منقطع عنها قبل الزواج بفترة، ومدة الزواج 4 سنوات إلا بعض لحظات الضعف النادرة-.
أخشى أن تكون أثرت على عقلي، حتى الجماع لا أستطيع الشعور بلذته بسبب سرعة القذف، دائما أشعر بالنسيان، قد أنوي مكالمة شخص ولكني غالبا لا أنفذ لنسياني ذلك، من الممكن أن أجلس مع أحدهم، وأنشغل بشيء في الموبايل يفقدني التركيز تماما، أحيانا أمسك بالموبايل للبحث عن شيء معين، وأتفاجئ بشيء آخر يشتت انتباهي وينسيني ما أريد، لا أستطيع الاستمرار والثبات لتحقيق هدف معين، دائما ما أنصرف في بداية الطريق ولا أعود لأكمله، آرجو المساعدة بأي دواء يساعد في الحل.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الفاضل-، ونشكرك على تواصلك معنا عبر الشبكة الإسلامية.
أحمد الله تعالى أن أعانك فتوقفت عن مشاهدة المواقع الإباحية، وأن وفقك الله تعالى بالزواج، وبارك الله فيك، أنك تحرص على الأعمال الصالحة، فهذا أمر طيب.
لاحظت في سؤالك عددا من الشكاوى، منها الاكتئاب وضعف الثقة بالنفس وضعف المهارات الاجتماعية في التواصل مع آخرين، وسرعة القذف، وهذا من أهم النتائج السلبية للعادة السرية، وأيضا يبدو أنك تشتكي أيضا من إعادة وتكرار الأذكار والأدعية، وكأن هناك أفكار وسواسية قهرية.
أنت كخبير مهندس حاسب آلي، وكلنا يعلم أن من عيوب هاتف الجوال أنك قد تبحث عن أمر ثم تجد نفسك انجررت لأمر آخر، وهكذا من أمر لآخر، وهذا أحد مضار هذه الأجهزة - أجهزة التواصل الاجتماعي - . وإذا أخذنا بعين الاعتبار كل ما شكوت منه في سؤالك - أخي الفاضل - فالغالب عندي أنك ربما ستستفيد من أحد الأدوية المضادة للاكتئاب الخفيفة المفيدة، حيث يمكن أن تحسن عندك معظم ما شكوت منه، إلا القذف المبكر، فعلاجه الأفضل علاج سلوكي عن طريق التدريب مع الزوجة بالعمل على تأخير القذف بالتدريج وإطالة مدة المداعبة.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فسأذكره لك، وإن كنا ننصح عادة بأن يكون هذا بعد استشارة طبيب نفسي يقوم بفحص حالتك النفسية، ويضع لك التشخيص المناسب، ويصف لك العلاج.
أحد الأدوية التي يمكنك أن تسأل الطبيب عنها دواء الـ (زولفت)، وهو مضاد للاكتئاب ويفيد أيضا في القلق الاجتماعي والأفكار القهرية، يمكنك أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجراما - أي نصف حبة - يفضل تناولها ليلا قبل النوم، ثم بعد أسبوع إلى عشرة أيام ترفعها إلى خمسين مليجراما (حبة واحدة) لمدة شهر، ثم تصل إلى مائة مليجرام (حبتين)، فأظنها تكون كافية لك، لتحسن معظم ما ورد في سؤالك.
وفي النهاية أدعو الله تعالى لك بالصحة والسلامة وراحة البال، ولا تنسانا من دعوة صالحة في هذه الأيام الفضيلة من رمضان.