السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب، عمري 19 سنة، قبل شهر كانت عندي مشاكل نفسية أثرت على صحتي بشكل كبير، بسببها ذهبت إلى المستشفي في الليل، كان لدي ضيق في التنفس، وجفاف الفم والحلق، وأخبرني الطبيب أن مشكلتي نفسية بحتة، بعدها بقيت في وسواس قهري من مرض السكر بسبب الجفاف، وعندما راجعت الطبيب قال لي: لا يوجد سكر ولا ضغط ولا شيء، بعدها صرت أوسوس من الرأس، أصابني هواء في الرأس، وكنت أسمع كأن فيه محركات في رأسي، وصرت أربط أي صوت خارجي أنه آتي من رأسي.
وكذلك أسمع طنينا، فذهبت إلى الطبيب، وقال لي إن أذني مسدودة وهذا سبب الطنين، وأعطاني قطرات للأذن، بعدها تحسنت فترة، ورتبت وقت نومي، ولكن المشاكل النفسية بدأت تعود، في الأمس بالليل الساعة الثانية سمعت صوت صراخ، لا أعلم من أين أتى، وصرت أربطه بأنه من رأسي، وأنني مجنون، وإلى الآن أنا موسوس، وحالتي تسوء أكثر، ولا أعلم ماذا أفعل؟ وهل أنا بدأت أجن أو ماذا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك أخي الفاضل طلال في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على سؤالك هذا.
إن ما وصفت إنما هي أعراض لنوبة الهلع أو نوبة الذعر، حيث شعرت بجفاف الفم والحلق وضيق النفس، وبحيث أنك أسرعت إلى قسم الطوارئ في المشفى، إلا أنك مع وصولك هناك كانت نوبة الهلع قد انتهت، أو على وشك أن تنتهي، فطمأنك الطبيب أنك بصحة طيبة، وهذا ما يحصل عادة عندما يصاب الإنسان بنوبة هلع أو فزع، فيهرع إلى المشفى، ثم يقال له بأنه ولله الحمد بصحة وعافية.
فأحمد لله تعالى لك أيضا على أنك في صحتك، فلا داء السكري ولا ضغط الدم، ولا غيرها من هذه الأمراض، ولكن من الطبيعي بعد نوبة الذعر هذه - وهي عادة مخيفة - يشعر المصاب وكأنه على وشك أن يفقد حياته، أو يغمى عليه، فبالتالي من الطبيعي أن تشعر ببعض القلق على صحتك.
أنا لا أقول (هذا وسواس) وإنما أقول هو (قلق المرض) أو (قلق الصحة) بحيث إنك أصحبت تخاف نوعا ما على صحتك، ولكن أحاول أن أطمئنك، فأنت في هذا السن (19)، هذا السن اليافع، الذي من المفروض أن تكون في صحة وعافية بدنيا ونفسيا، ولكن ذكر في معلوماتك أنك عاطلا عن العمل، ويا لها من معاناة، أن يكون شاب في عمرك عاطلا عن العمل، وهذا ليس ذنبك، وإنما ذنب الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد، إلا أني أنصحك بأن تحاول أن تملأ وقتك ببعض الأعمال المفيدة، وإلا فإنك ستذهب الوقت في التفكير في صحتك وأعراض بدنك هنا وهناك.
ويمكنك مثلا أن تقوم ببعض الأعمال التطوعية الاجتماعية، مما يمكن أن يملأ وقتك، ويعرفك بالآخرين، مما يمكن أن يفتح لك مجالا لتجد عملا مناسبا مهما كان متواضعا.
أما موضوع طنين الأذن: من الجيد أنك ذهبت للطبيب فشخص عندك انسدادا في الأذن، وتم علاجه، وتحسنت حالتك. فوجود طنين الأذن كان محض صدفة (قدرا) ليس لها علاقة بنوبة الهلع، أو بقلقك على صحتك، وإنما صدف (قدرا) أن تلازما الأمران في وقت متقارب، إلا أنهما غير مرتبطين.
أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية والشفاء الكامل، وأن ييسر أمرك لتجد عملا مناسبا، تعيل منه، وتبني حياتك وأنت في هذا السن اليافع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.