أعاني دائماً من الخوف أن تأتيني نوبة الصرع وأنا مع أولادي، فما الحل؟

0 42

السؤال

السلام عليكم

أشكر أصحاب هذا الموقع الجميل الذي أتابعه منذ سنين طويلة، جزاكم الله خيرا لنفعكم الكثير من الناس، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أعاني من الصرع الجزئي منذ الطفولة، ولم أستطع اكتشافه إلا بعد أن جاءتني نوبة كبرى، وفقدت الوعي، ومشكلتي هي أن تلك النوبات الجزئية التي رافقتني منذ طفولتي سببت لي بعض الأمراض النفسية مثل القلق والخوف والعصبية، وخوفي يتركز دائما من أن تأتيني النوبة مرة أخرى خاصة عندما أكون وحدي مع أطفالي، الشعور بالمسؤولية يخيفني، وأعاني أيضا من التوتر والعصبية وأصاب بالإحباط أحيانا عندما أفقد أعصابي.

كنت أعاني من كثرة التفكير، وحاولت أخذ دواء فلوزفت، ونفعني كثيرا، لكن بعد 6 أشهر من تناوله أصبحت أشعر باختلال الآنية، وعاودتني نوبة تشبه نوبة الصرع الجزئي مخلوطة بنوع من الخوف، وقطعت الدواء، لكن بعد بحث عميق اكتشفت أن الأدوية النفسية لا تتوافق مع مرضى الصرع الجزئي، وخصوصا الفص الصدغي الذي أعاني منه؛ لأني جربت العديد من الأدوية النفسية قبل فلوزفت مثل سيروبلكس وسيلونترا، وكانت دائما تثير نوبات الصرع، فهل يوجد دواء يتناسب مع حالتي، ويخفف من العصبية والتوتر وكثرة التفكير والقلق والخوف دون أن يثير نوبات الصرع، وأتمنى أن لا يكون إدمانيا.

أحيطكم علما أني آخذ لاميكتال 150 ملغ في اليوم وشكرا.

جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nora حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أختنا الفاضلة من خلال استشارات الموقع، ونشكرك على الإشادة بهذا الموقع، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، ونفع بكم وبنا إن شاء الله تعالى.

نعم واضح من سؤالك أنك تعانين من صرع الفص الصدغي ( epilepsy Temporal lobe )، حيث تأتيك النوبات الصرعية، وبالتالي ما يمكن أن ينتج عنها من الشعور بالقلق والتوجس والخوف، متى ستحدث النوبة مجددا، وخاصة أنك تشعرين بالمسؤولية عن أطفالك، وتخشين أن تأتي النوبة وأنت مع أطفالك الذين تقومين برعايتهم.

وكما هو واضح من سؤالك فإنك تدركين العلاقة الحساسة بين مرض الصرع وبين الأمراض النفسية، فكلاهما له علاقة بهذا الدماغ الذي خلقه الله تعالى، والذي يقال أنه أعقد مخلوق في هذا الكون، فالعلاقة بين الصرع وبين الأمراض النفسية علاقة دقيقة حساسة، ومع ذلك هناك دوما طرق لعلاج كلا الحالتين.

الدواء الذي تتناولينه وهو الـ (لاميكتال Lamictal) مائة وخمسين مليجراما في اليوم: هو حقيقة من أدوية الصرع الجيدة جدا في علاج الاكتئاب أيضا، فهو يستعمل أيضا كمعدل للمزاج، بحيث إنه يخفف من تواتر نوبات الاكتئاب، ويخفف أيضا من شدة الاكتئاب، فلعل هذا يفيد، ولولا تناولك للامكتال لربما كان شعورك بالاكتئاب أشد، فلذلك أنصحك بالاستمرار عليه، وخاصة أنه - واضح من سؤالك - يضبط النوبات الصرعية.

ولكن إذا استمر الاكتئاب شديدا فهناك دواءان أيضا، وهما من مضادات الاكتئاب، ولكنها تفيد أكثر من غيرها في حالات الصرع، الدواء الأول: (سيتالوبرام Citalopram)، والدواء الثاني الـ (سيرترالين Sertraline)، وهناك أدوية أخرى، ولكن أنصحك أن تراجعي الطبيب: إما طبيب الأعصاب الذي يشرف على علاج الصرع، أو تستشيري أحد الأطباء النفسيين عندكم في المغرب، ممن يمكن أن يأخذ كامل القصة، وقصة الأدوية التي استعملتها في الماضي لعلاج الاكتئاب والتوتر، وما استفدت منه وما لم تستفيدي منه، بحيث تكون هناك خطة علاجية بسيطة وواضحة، وكما ذكرت أن الـ (سيتالوبرام) والـ (سيرترالين) ربما يكونان هما الخيار الأفضل.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية والشفاء، وأن يعينك على تربية ورعاية أطفالك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات