وسواس التكرار ما هو علاجه، فأنا أشعر بالضيق منه؟

0 40

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 20 عاما، طالب جامعي، أعاني من أمر يضايقني، وأثر على حياتي ودراستي أيضا وهو: وسواس التكرار، ويشتد في فترة الامتحانات، حيث يجعلني أكرر الكلمات والجمل وإعادة نطقها عدة مرات، ولا يدعني أترك جملة إلا وأقرأها، أو إذا تصفحت الهاتف يجعلني أقرأ المنشورات والكلمات كلها، أو أن أكمل الفيديو للنهاية في حال مشاهدتي لمقطع فيدو، وإن لم أطع هذه الأفكار ينتابني شعور بالضيق حتى أعود لأفعلها، ما هو علاج هذه الحالة؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- من خلال استشارات الشبكة الإسلامية، ونشكرك على التواصل معنا من خلال هذا السؤال الذي تصف فيه الوساوس القهرية، وساوس تكرار الأعمال، وخاصة تكرار الكلمات والجمل مرات ومرات، أو تكرار ما تقرأه أمامك. ومن الطبيعي في حالة الوسواس القهري أن تشتد الأعراض في وقت الضغوط كوقت الامتحانات - كما ورد في سؤالك -.

الوساوس القهرية بشكل عام نوعان: إما هي أفكار قهرية أو أعمال قهرية، أو مشتركة بين الأفكار والأعمال، ففي حالتك هي أعمال قهرية تشعر معها بأنك في حاجة كبيرة لتكرار الكلمات والجمل، وأنك إن لم تفعل ذلك فإن خطرا سيحدث لك أو لأحد من أقاربك.

كل هذه الأفكار والأعمال القهرية إنما هي شيء قهري ليست تحت إرادتك، فلست مسؤولا عنها، وهي لا شك مزعجة، فتحاول دفعها عن نفسك، إلا أنها تقتحم عليك حياتك، مسببة الانزعاج الشديد، وهذا هو تعريف الوسواس القهري.

الوسواس القهري مرض نفسي، أحيانا نعرف أسبابه من خلال ضغوطات الحياة وأحداثها، وفي كثير من الأحيان لا يكون السبب واضحا.

ما هو المطلوب عمله؟ .. هناك ثلاثة احتمالات:

الأول: ألا تعالج الوسواس القهري، وإنما تحاول دفع هذه الأفكار والأفعال والتكيف معها بإمساك نفسك عن تكرار الكلمات والجمل، وستدرك سريعا أن هذا المنع لم ينتج عنه ما يضر، وبالتالي تخف الأعراض عندك، وتتابع حياتك بشكل طبيعي.

الخيار الثاني: أن تلجأ لعيادة نفسية وتطلب جلسات في العلاج النفسي، والذي نسميه بـ (العلاج المعرفي السلوكي)، وهو عبارة عن عدة جلسات قد تصل لثمان جلسات، يتم فيها تغيير الأفكار عن طريق الكلام بينك وبين المعالج.

الخيار الثالث: أن تلجأ إلى العلاج الدوائي، وخاصة إذا كانت الأعراض شديدة ومعاناتك مؤلمة، وهناك العديد من الأدوية التي تساعد جدا في علاج الوسواس القهري، ولكن لا بد لهذا أن يتم تحت إشراف الطبيب النفسي الذي ننصحك باستشارته، فهو سيؤكد التشخيص، ويضع لك الخطة العلاجية، ويبدأ بالعلاج، وخاصة إذا كانت الأعراض شديدة.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والمعافاة التامة، وأن يعينك على دراستك الجامعية لتكون من المتفوقين.

مواد ذات صلة

الاستشارات