كيف أتعامل مع ولدي العنيد جدا؟

0 39

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

لدي مشكلة وهي عدم معرفة تربية ابني البكر البالغ من العمر ٨ سنوات، منذ أن كان عمره ٣ سنوات وأنا أبحث عن حلول لمشاكله وعدم معرفة تربيتي له،
عنيد، وعصبي، ولا يسمع الكلام، طلباته لا بد أن تنفذ ويغضب ويصرخ ويتمادى علينا! ما يريده يجب أن ينفذ سواء رضينا أم لا، سواء كان مضرا أو غير مضر، يتلفظ علينا ولا يحترمني ولا يحترم والده ولا يحترم أحدا، متمرد!

من الصباح إلى قبل النوم والبيت كله نكد بنكد بسببه، وصراخ ومشاكل! يحب أن ينكد على أخيه ذي الـ٦ سنوات من أول الصباح!

هو يحب أخاه جدا لكن ينكد عليه كثيرا وبالمقابل أخوه يبكي ويشتكي لي منه، مثلا يلعبون مع بعضهم مضاربات ثم يقول له أخوه: (خلاص أنا تعبت لنأخذ استراحة) لكن هو لا يتوقف ويستمر بالمضاربة، يرجع أخوه يطلب منه مرة ومرتين وثلاثا وأربع مرات إلى أن يبكي أخوه ويعصب منه ويأتي يشتكي لي منه، ومع ذلك هو مستمر! آتي أنا بكل هدوء وأقول له: (حبيبي خلاص قال لك ما يبغي) لكنه لا يسمعني، وأرجع وأعيد عليه مرتين وثلاثا، وهو يقول: (لا أبغا أكمل)، أنا هنا أضطر لأن أصرخ عليه، وهنا تبدأ المشاكل والنكد الزائد.

وهناك موقف حدث، كنا عند أناس والبيت مليء بالأطفال والنساء -جمعة أهل يعني- يأتيني يريد الجوال وأنا أرفض؛ لأن وقته انتهى بالجوال قبل دقائق، لكنه يغضب ويرفع صوته ويمسك يدي، وينتبه لنا الكل! أنا أمسكه على جنب وأكلمه بنبرة حادة، وأنا ممسكة بيده وأقول له: (لا، وهذا التصرف معي ممنوع، نحن لسنا في البيت، تأدب لو سمحت)، لكنه يزيد ويبكي ويعصب!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أشواق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ أبنائك، وأن يهديهم إلى الصراط المستقيم.

الأمر حقيقة قد يتعلق بعوامل عدة ساعدت في ظهور هذه السلوكيات على ابنك البكر، وقد لا يتسع المجال لذكرها، وإنما نخمن بعض التخمينات، فكون هذا الابن هو الابن الأكبر بين إخوانه، وما ندري أسلوب المعاملة والتنشئة الاجتماعية التي تعرض لها منذ طفولته، أي منذ الولادة، والجو الأسري، والهالة النفسية التي كانت حوله، ربما هذه العوامل تكون هي السبب في ظهور هذه السلوكيات والله أعلم، ولكن قد تلعب دورا كبيرا في أن الطفل يكون عنيدا أو متمردا على الأسرة، أو لا يحترم أبويه، فقد تكون هنالك نماذج رآها، وقد تكون هنالك أساليب تعلمها من المحيطين به، أو من خارج إطار الأسرة الصغيرة.

فعلاج المشكلة يتطلب مراجعة كل ذلك، هل كان طفلا مدللا، هل كانت كل طلباته مستجابة من قبلكم باستمرار، والحمد لله أنه ما زال طفلا، وهناك فرصة لتعديل سلوكه، والجدير بالذكر أنه لابد من اتفاق بين الأم والأب على أسلوب تعامل موحد، هذه أول نقطة، وأن يكون ذلك في الأوقات والمواقف المختلفة، يعني: إذا أمر الأب بشيء أو نهى عن شيء لابد أن يكون هناك اتفاق مع الأم في هذا المضمار.

وبطريقة مبسطة يمكن تحديد أنواع السلوكيات غير المرغوب فيها في قائمة، كل السلوكيات التي تؤدي إلى غضب الأبوين أو انزعاجهما، تكتب في قائمة، وتسمى (قائمة تعديل السلوك)، واحدة بواحدة، أو: السلوكيات غير المرغوب فيها عموما، هذا بالإضافة للسلوكيات المرغوب فيها من الطفل، فيشجع على السلوكيات المرغوب فيها عن طريق الثواب، وينبه على السلوكيات غير المرغوب فيها.

ويمكن استخدام طرق عديدة في هذا المجال، أولها أن يعلم الطفل بأن هذا السلوك غير صحيح أو سلوك خطر، أو سلوك غير مرغوب فيه، ويتم اتفاق شفهي مع الطفل بأنك مثلا إذا لم تفعل هذا فلك جائزة، ونلتزم بهذه الجائزة في وقتها، وفي مقدارها، وفي طريقتها، وقد تكون هذه الجوائز مادية أو معنوية، المهم تكون من الأشياء التي يرغب فيها الطفل، من الأشياء التي يحبها، ونذكر بها الطفل خلال اليوم، مثلا إذا لم تضرب أخاك - مثلا - خلال هذا اليوم فالجائزة كذا، وبعد ساعة نقول نفس الكلام، وبعد ثلاث ساعات نقول نفس الكلام، إلى أن ينتهي اليوم، وفعلا إذا وجدناه التزم بذلك يأخذ الجائزة، إذا لم يلتزم يمكن أن يكون هناك عقاب معنوي، بأننا لا نتحدث معك لأنك لم تلتزم بما اتفقنا عليه، ولكن في اليوم التالي يمكن أن نبدأ صفحة جديدة بنفس الاتفاق.

أو يمكن أن تستخدمي لوحة الثواب والعقاب وتكون معلقة، يراها كل أفراد الأسرة، أو تكون هنالك منافسة بينه وبين أخيه الأصغر، بأنك إذا التزمت بكذا وكذا ستكون هناك نجوم نضعها بحسب عددها، فالطفل يرى أنه ما شاء الله اليوم فعل هذا فله نجمة، أو وجه مبتسم، هذه "الاستكرات" التي تكون متواجدة في المكتبات فعلا ستغير كثيرا من سلوكيات الطفل، لأنه يرى أن الثواب عيني وبائن أمامه، وإذا حصلت مثلا على عشرة نجوم أو عشرين نجمة حسب الاتفاق ستأخذ الجائزة الفلانية.

وهذه هي الطرق التي يمكن أن تساعد في تعديل هذا السلوك غير المرغوب فيه، وتدريجيا إن شاء الله سنتغلب على كل السلوكيات غير المرغوب فيها، ولكن أيضا نرشد بأن العصبية والغضب والانفعال الشديد قد يزيد من عناد الطفل، فنحاول بقدر الإمكان أن نتجنب ذلك ما أمكن، ولا نلجأ إلى الضرب، وإنما نبدأ بالثواب أولا، وبعد ذلك الحرمان من بعض الأشياء التي يحبها الطفل، كذلك الدعاء ربنا يهديه إلى الطريق القويم والمستقيم.

ندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ أبناءك، ويوفقك إلى التربية الصحيحة.

مواد ذات صلة

الاستشارات