انتكاسات وأعراض نفسية متنوعة، هل يمكن استخدام البروزاك مدى الحياة؟

0 29

السؤال

السلام عليكم.

منذ عام ٢٠١٤ وحتى الآن ٢٠٢٢ مررت بثلاث انتكاسات نفسية، المرة الأولى عام ٢٠١٤، حيث عانيت من الوسواس القهري، وتعالجت عند طبيب نفسي باستخدام الزيلاكس، وفي عام ٢٠١٧، أي بعد عامين تقريبا من قطع الدواء أصبت (binge eating)، وتعالجت باستخدام البروزاك، وبعد عامين من التوقف عن تناول البروزاك عاد الوسواس القهري، وتعالجت منه منذ 2020 إلى 2022.

المشكلة أن شخصيتي قلقة حتى في طفولتي كنت دائم الخوف والقلق من أبسط الأشياء كالاختبارات، حيث كان يصيبني خوف شديد من الدراسة، ويستمر حتى أنتهي منها، وحتى في الفترات ما بين العلاج كانت تمر فترات أحس بسوء المزاج بشكل كبير، مع قلق واكتئاب وخوف، وشعور بالبرد، مع سوء في الهضم وإسهال
وانقطاع في الشهية، وشعور برغبة دائمة في النوم من شدة الخوف والقلق من دون سبب، وكان ينزل وزني في هذه الفترات بالرغم من أنني أعاني من مشاكل مع الأكل، وأظن أنني أعاني من الأكل العاطفي ليلا، وطوال حياتي مصاب بالسمنة، فهل هناك مشكلة لو أخذت دواء البروزاك مدى الحياة؟ أو هل هناك حل لهذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منذر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

ظاهرة التبادل ما بين الأعراض النفسية ظاهرة معروفة جدا، خاصة لدى الإخوة والأخوات الذين لديهم النواة القلقية موجودة أو قوية بعض الشيء، فأنت شخصيتك تحمل سمات القلق، وهذا يجعل الشخصية مهيأة للإصابة بالوساوس والمخاوف، عسر المزاج هنا وهناك، هذه ظواهر عادية جدا، وهذه لا تعني أبدا أنك مصاب بتشخيصات أو أمراض متعددة، حالتك هي القلق النفسي، وبعد ذلك قد تأتي هذه المتغيرات التي تحدثنا عنها.

وأنا أبشرك أنه يعرف تماما أن هذه الأعراض تضعف وتقل حتى تتلاشى مع مرور الأيام والعمر، هذه حقيقة علمية؛ كثير من الناس ما بعد الأربعين تغيرت أحوالهم تماما واختفت لديهم هذه الأعراض تماما، وأنت في الوقت الحاضر عليك أن تجعل حياتك بالفعل حياة فعالة، و-الحمد لله- أنت لديك المهنة، لديك المهارة، لديك المقدرة، فيا أخي يجب أن تحسن إدارة وقتك، أن تحقر الفكر والشعور السلبي، وأن تكون دائما في الجانب الإيجابي، ممارسة الرياضة نذكر دائما أنها يجب أن تكون جزءا من حياتك وكذلك التمارين الاسترخائية.

بالنسبة للبروزاك هو دواء رائع ورائع جدا، وأعرف من يتناولون هذا الدواء منذ دخوله أسواق الدواء عام 1988 وحتى الآن، ودون أي إشكالية، فهو دواء سليم ودواء فاعل، وأعتقد أن الجرعة التي تناسبك هي 40 مليجراما، هذه جرعة وسطية أي كبسولتين في اليوم، أراها أنها جيدة جدا، ومهما طالت مدة استعمال الدواء لا توجد أي مشكلة في ذلك، وإن كنت أرى أنك لن تحتاج له مدى الحياة.

أسأل الله تعالى لك العافية، وأريدك أن تجتهد في موضوع السمنة -أخي الكريم-، هذه فرصة جميلة لك أن ترجع إلى وزنك الصحي الطبيعي، والآليات التي توصل إلى ذلك معروفة تماما، ومنها قطعا ممارسة الرياضة، وتجنب النوم النهاري، والاهتمام بنوعية الأطعمة التي يتناولها الإنسان.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات