أعاني من الانفصال عن الواقع فما العلاج؟

0 36

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيرا.

أمضيت فصلا في حياتي الجامعية، وأنا الآن في فصلي الثاني، ولا أستطيع التركيز كثيرا، أحيانا أشعر أني أعاني من الانفصال عن الواقع، وكأني أرى العالم من مكان آخر أو كأن جسدي ليس جسدي، تأتيني أفكار انتحارية ولكني لا أقوم بها إطلاقا؛ لأني مسلمة لكن أحيانا بالليل عندما ينام الجميع ارتعب وأبكي وأشعر أني لست على ما يرام.

لا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي، ولا أعلم كيف أعالج مشكلتي، وقد عانيت منذ فترة دخولي للجامعة من عدم رغبة في فعل أي شيء، وأشعر أنه كان اكتئابا حادا كثيرا، ولكن الحمد لله خرجت من تلك الحالة، ولدي رغبة في فعل الكثير، ولكني عندما أندمج وفجأة أنظر للواقع أفقد سيطرتي على ذاتي وأشعر أني في مكان بعيد عن الواقع، هذه الحالة معي منذ أن اقتربت اختبارت الثانوية العامة تقريبا وكانت خفيفة قبل ذلك.

هل يوجد علاج أم أنه مزمن؟ قلت ذلك لأني أعتبر الإسلام منهج حياة وأظن أن الحل هنا.

كيف ينظر الإسلام للنفس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: نرحب بك في استشارات الموقع، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.

ثانيا: الأعراض التي ذكرتها ربما تكون أعراض اضطراب في المزاج خاصة وأنها تتضمن الأفكار الانتحارية، وضعف التركيز ونقصان الدافعية، والحمد لله أنك سيطرت عليها في فترة من الفترات.

وثالثا: هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي لظهور الأعراض التي تعتليك منها الأسباب العضوية مثل: اضطراب الهرمونات الجسمية ونقصان بعض المواد الغذائية، وكذلك العوامل الوراثية، ومنها الأسباب النفسية مثل: مواجهة الضغوط النفسية والصراعات الداخلية والإحباطات المتكررة، وضعف الثقة بالنفس وعدم تقدير الذات.

ومنها الأسباب الاجتماعية أي ما يواجه الفرد من مشاكل وضغوط اجتماعية سواء في محيط الأسرة أو الدراسة أو العمل وكل ما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية، ومنها الأسباب الروحية التي تتضمن علاقة الفرد بربه سبحانه وتعالى وارتكابه للمعاصي، وعدم الالتزام بالطاعات والتقصير في العبادة بشكل عام.

والإسلام ينظر إلى النفس الإنسانية بنظرة التوازن والوسطية أي لا تفريط ولا إفراط، والاعتدال في كل عاداتنا وعباداتنا مطلوب لتحقيق الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية والروحية، وكما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: (ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها* قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها).

والمسلم إذا مرض عليه أن يعمل بالأسباب ويبحث عن العلاج بشتى طرقه البيولوجية والنفسية والاجتماعية والروحية وكما يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :(تداووا عباد الله، فإن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل معه شفاء، إلا الموت، والهرم).

فنرشدك أيتها الفاضلة بتغيير نمط حياتك، وابتعدي عن الروتين الملل، وجددي أهدافك وخطتك، وتجنبي العزلة، ومارسي تمارين رياضية، وركزي على ما لديك من قدرات ومهارات وإمكانيات، ولا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، ومارسي تمارين التنفس العميق في الصباح والمساء، وانتبهي إلى كل المثيرات التي تحسيها، وتشعرين بها بالحواس الخمس بصورة دقيقة حتى تعيشين الواقع كما هو.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات