السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع وبكل اختصار يوجد زمالة تسمى زمالة المدمنين المجهولين، وهذه الزمالة تهدف للابتعاد عن الإدمان، ويوجد بهذه الزمالة خطوات تعلمك بعض المبادئ التي فقدناها أثناء إدمان المخدرات أو الإدمان بصفه عامة، برنامج الزمالة يعتمد على الدعاء والمشاركة، يوجد لكل زميل مشرف يتابع معه خطواته ويجرد معه مواقفه، والسؤال هنا يوجد خطوة تسمى بالخطوة الرابعة عنوانها " قمنا بعمل جرد أخلاقي متفحص وبلا خوف عن أنفسنا" مضمون الخطوة أني أكتب حروفا تذكرني بمواقف أنا فعلتها، المواقف تشمل معاصي ومواقف كثيرة في حياتي، وللعلم يجب الدعاء قبل كتابتها، وبعد شهر أجلس مع أحد يجرد معي المواقف هذه، ويقول لي أخطائي أين، وعيوبي ومميزاتي، والمغزى من هذا هو عدم تكرار نفس الأخطاء والابتعاد عنها، ومعرفة نقاط ضعفك لتطور نفسك، آسف على الإطالة.
وشكرا لما يقدمه موقع إسلام ويب من فتاوى واستشارات، الله يبارك في كل من عمل على تطوير هذا الموقع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على تفاعلك وتواصلك معنا وعلى سؤالك لنا.
نعم هناك ما يسمى بـ (زمالة المدمنين للمجهولين) حيث يلتقي من هو في طريق التعافي من الإدمان بشكل مجهول، بمعنى: ليس بالضرورة أن يفصح عن نفسه، هذه المجموعات وجدت أبحاث كثيرة أنها تدعم من أدمن على المخدرات وغيرها أن يتعافى، أثبتت أبحاث كثيرة فائدتها في دعم هذا التعافي والاستمرار عليه، وهي مجموعات موجودة في كل بلاد العالم تقريبا.
ونعم: في علاج الإدمان هناك ما يسمى بـ (برنامج اثنا عشر خطوة لعلاج التعافي وإعادة التأهيل) ليعود المدمن ليندمج مجددا في أسرته وفي مجتمعه بشكل طبيعي، ويستعمل هذا البرنامج الـ (اثنا عشر خطوة) سواء في المراكز العلاجية للإدمان، أو من خلال (زمالة المدمنين المجهولين)، وهي كما ذكرت: لقاء جماعي، يجمع من هو في طريق التعافي، أو قد تعافى، إلا أنه يفيد الآخرين الذين هم في مرحلة بدائية في طريق التعافي.
ومن هذه الاثنا عشر خطوة أذكر منها:
الخطوة الأولى: يعترف الإنسان أمام زملائه في المجموعة - أو في الفريق العلاجي - بأنه وقع في الإدمان.
الخطوة الثانية: يجدد إيمانه بالله سبحانه وتعالى ليعينه على التعافي والتأهيل.
وفي المرحلة الثالثة: تسليم إرادته لله عز وجل.
وفي المرحلة الرابعة التي ذكرتها - أخي الكريم - تسمى أحيانا (مرحلة البحث والتجريد الأخلاقي الجريء في مواجهة أنفسنا) بحيث نستعرض الهفوات والزلات التي وقع فيها الإنسان، وبالتالي يحاول تعلم دروس منها تحت عنوان (منع الانتكاسة)، أي: يحاول أن يتعلم من دروس الماضي كي لا يقع مجددا في براثن الإدمان والتعاطي.
وكما ذكرت عادة هذه البرامج العلاجية الفعالة يكون فيها مع كل مدمن أحد الزملاء، ممن نسميه أحيانا (مرشد تعافي)، أي: هو شخص كان مدمنا، إلا أن الله كتب له التعافي، وربما تدرب على تقديم شيء من الإرشاد النفسي، وبالتالي يحاول من تقدم في خطوات العلاج يساعد من هو في بداية هذا الطريق للتعافي.
فإذا كنت تسأل هل هذا مفيد وجائز؟ فأقول لك: نعم، وقد أثبتت دراسات كثيرة فائدته، وهي موجودة في معظم البلاد التي تقدم خدمات العلاج والتأهيل لمن دخل دائرة الإدمان.
أسأل الله تعالى لك الصحة والعافية، والتوفيق والنجاح.