كيفية التخلص من حالة كثرة الضحك والكسل

0 502

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود منكم توضيح الحالة التي أعاني منها، ومساعدتي في التلخلص منها:

قبل حوالي 5 سنوات أصبت بحالة وسوسة شديدة في الصلاة والوضوء، ثم شفيت منها بفضل الله بدون أي علاج، وهذا بفضل الله وحده، ولكن الأمر اختلف إلى أمر آخر أشد حيرة، وهو أنني أصبحت لا أستطيع ضبط نفسي، بمعنى أنني أصبحت أتبسم بشكل شبه متواصل مع الناس، ولا أستطيع ضبط نفسي أبدا، مما يشكل لي إحراجا شديدا مع الناس، فهم يظنون أنني أستهزئ بهم، وأحيانا يتعجبون من ابتساماتي المتواصلة معهم، خصوصا إذا كان أحد يشكي لي مشكلة خاصة به، فتخرج مني الابتسامات الهستيرية، وأحيانا وأنا أتكلم مع أحد ما في أحد المواضيع تبدأ الابتسامات فجأة، ولا أستطيع التحكم فيها، بمعنى أن هذه الإبتسامات قهرية جدا كيف أتخلص منها؟ وإذا ذهبت إلى أختي أتحاشى الدخول إلى المطبخ لأني بمجرد دخولي تبدأ الحالة، والخادمة أحس أنها ستنتبه لذلك.

وذهبنا إلى أختي ذات مرة وأقمنا عندها، وبعد فترة جاءت الحالة لدرجة أني أصاب بالهم إذا قمت لأخذ شيء، وأدخل عليهم في غرفة الجلوس لأني لا أستطيع أن أمسك نفسي من التبسم الهستيري.

وهناك حالة أخرى بدأت أعاني منها تقريبا منذ حوالي 5 سنوات، وهي أنني أصبحت كسولة جدا وخاملة، مما يسبب لي الإحباط والحزن على الماضي وأيام النشاط والحيوية، فذهبت حاليا إلى طبيبة نساء وولادة، فأخبرتني أن لدي ارتفاعا في هرمون الذكورة مما يسبب لي اضظرابا في الدورة الشهرية.

عالجتني بدواء "ديان" إلا أن الهرمون لم ينخفض، وبعد عمل الأشعة لم يتبين وجود أي أكياس أو ما شابه، علما أن الدورة الشهرية بدأت تتذبذب وتضطرب منذ حوالي 5 سنوات.

والسؤال: هو هل هذا الهرمون هو السبب في هذا الكسل والخمول وفقدان الإستمتاع بالحياة، والحزن والخوف، وشدة الحساسية من الناس، والعصبية وعدم التحمل؛ علما أن هناك من لاحظ هذا التغير، فبعد أن كنت هادئة ومرحة ونشيطة وأهوى الطبخ، والقيام بأعمال المنزل، أصبحت كسولة، والصفات السابقة التي ذكرتها سابقا، مما يشعرني بالحزن الشديد، فعملت فحوصات للغدد وللدم، وكانت النتائج سليمة، فلا فقر دم ولاخلل في الغدد، ما هي حالتي التي أشعر بها، وكيف أتخلص منها؟

وأرجو منكم سرعة الرد علما أني تركت فرصة عمل كمعلمة أتتني وبراتب مغر؛ والسبب هو الكسل الشديد، وعدم الرغبة في بذل المجهود في الكلام والشرح، والتواصل مع الطالبات.
وشيء آخر: هو أنني كنت أحتقر نفسي، وأرى أن هذا العمل لا يناسبني، وتركت دراستي في قسم مميز جدا، علما أني كنت بارعة فيه، لنفس السبب.

ساعدوني جزاكم الله كل خير قبل أن أتزوج وتحصل كوارث قد تقضي على ما بقي في داخلي من حياة، فلا أظن أن هناك رجلا سيتحمل الحياة مع امرأة تضحك دائما، وسيقول إنها مجنونة كسولة ولا تستمتع بالحياة ولا تتقن الأعمال؛ بسبب السرعة والنرفزة من البقاء على عمل واحد.

أنا أؤمن بمهاراتي في الكمبيوتر وفي التجميل، وفي ترتيب المنزل، والطبخ واللغة الإنجليزية والثقافة الواسعة، والتفاؤل الشديد، والإحساس بجمال كل شيء حولي، هذا الشئ الذي أثق فيه تماما، وبكل براعه أؤديها، والكل يشهد بذلك، ولكن هذه الحالة الفظيعة تجعلني قعيدة حسيرة لا أستمتع إلا بمشاهدة التلفزيون وشرب القهوة بشراهة.

باختصار الحياة جميلة، وفيها فرص رائعة، ولكن لا أستطيع التمتع بها.

ساعدوني جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: هذا الكسل والخمول الذي أصابك الآن بعد أن كنت نشطة وفرحة ومنشرحة، يدل على أنك تعانين من علة تقلب المزاج، وعلة تقلب المزاج هي حالة نفسية وجدانية، وليست خطيرة في حقيقة الأمر، ولكن كثيرا ما يتأرجح فيها شعور الإنسان ما بين الفرح أو اعتدال المزاج إلى اعتلاله، والشعور بالكسل والخمول والاكتئاب، وأود أن أؤكد لك تماما أنه لا علاقة لذلك باضطراب الهرمون الذي أخطرك الطبيب عنه، فهذه الحالة تعتبر حالة مزاجية أكثر من أنها حالة عضوية.

واضطراب المزاج وتقلب المزاج، خاصة إذا أصبح الاكتئاب شديدا ومطبقا، وظهر في شكل خمول وكسل، لا بد أن يتلقى الإنسان العلاج الدوائي، وفي هذه الحالة أفضل العلاجات هي مجموعة الأدوية المثبتة للمزاج، والدواء المفضل يعرف باسم تجراتول، والجرعة تبدأ بـ200 مليجراما يوميا لمدة أسبوع، ثم ترفع إلى 200 مليجراما صباحا ومساء، وتستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى 200 مليجراما لمدة أسبوع، ثم يمكن إيقافها.

وفي حالتك أيضا يدعم هذا الدواء بدواء آخر مضاد للاكتئاب، والأفضل بالنسبة لك هو العقار الذي يعرف باسم بروزاك، وجرعته هي 20 مليجراما في اليوم، وأعتقد أن مدة ثلاثة أشهر ستكون كافية جدا بالنسبة لك.

أنا على ثقة تامة إن شاء الله أن هذه العلاجات الدوائية ستحسن من الدافعية لديك، وتقلل من الكسل والخمول، ولكن حتى نصل لهذا الهدف لابد لك أيضا أن تكوني صارمة مع نفسك، وأن لا تلجئي إلى التكاسل، وعليك أيضا أن تمارسي أي نوع من الرياضة؛ حيث أن الرياضة مزيلة للخمول وللكسل الجسدي والنفسي في نفس الوقت.

أما الظاهرة الثانية، والتي ذكرت في صدر رسالتك، وهي التبسم أو الضحك دون أن يكون هنالك شيء يضحك، أو ما وصفتيه بحالة هستيرية، فهي حقيقة أمر تحت إرادتك، وأنت والحمد لله متوعية وملمة بصورة تامة بأن هذا السلوك ليس بسلوك جيد، فأرجو أن تعملي على تصحيح المسار، فالإنسان حين يدرك أن تصرفه ليس صحيحا يمثل ذلك 50% من حل هذه المشكلة.

أحد الأساليب السلوكي التي سوف تساعدك كثيرا هي حين يأتيك هذا الشعور بالضحك، يمكنك أن تضعي طرف اللسان بين الأسنان وتضغطي عليه قليلا، فذلك سوف يوقف هذا الضحك التلقائي أو اللاإرادي، وحين يأتيك هذا الشعور لابد أيضا أن تتذكري في نفس اللحظة أن هذا السلوك سلوك غير مقبول اجتماعيا، وتكوني صارمة جدا مع نفسك.

وحقيقة لدي اعتقاد وتصور أن هذا النوع من الضحك ربما يكون أيضا فيه الجانب الوسواسي، وفي هذه الحالة سيكون عقار البروزاك الذي وصفته لك أولا مفيدا جدا أيضا في علاج هذه الظاهرة، والانتهاء منها إن شاء الله.

أخيرا: أود أن أشيد بمهاراتك التي ذكرتها في خاتمة رسالتك، وأرجو أن تجتهدي وتستفيدي من هذه الإمكانات الرائعة، وتوظفيها التوظيف الصحيح؛ لأن ذلك سوف يساعد في بناء شخصيتك من الناحية الاجتماعية، كما أنه قطعا يساعد في تمتعك بصحة نفسية متوازنة وممتازة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات