السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 26 سنة، تزوجت منذ 6 أشهر، وحامل منذ شهرين، زوجي متسلط وعصبي، لا يصوم ولا يصلي، كما أنه يمنعني من كل شيء، حتى الخروج واستنشاق الهواء ممنوع! وحين أخرج معه يتهمني بأني أنظر كثيرا إلى الرجال.
ليس عنده ثقة في أحد، وكثير المشاكل، كما أنه يدخن، وحين حملت ظننت أن حالنا سيتحسن لكنه زاد سوءا، أنا في بيت أهلي الآن، ويكلمني ويهددني بأنه سيفتعل المشاكل لي وللرضيع، وأنه لن يتركنا بسلام.
أخاف أن يسبب لي المتاعب حين أنجب أو أن يأخذ مني ابني، لهذا أنا أفكر في الإجهاض، وأعلم أنه من المحرمات، ولا أرغب في هكذا فعل، ولكني شديدة التعقيد، وحساسة لأبعد الحدود.
إذا صار وأخذ مني ابني أنا متاكدة بأني سأجن أو أموت من الحزن، أريد أن أعلم هل يمكنني الإجهاض في هذه الظروف وما يقارنها، علما بأني أريد الطلاق لأني في سجن معه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دونسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، نشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، ونسأله تبارك وتعالى أن يكتب لك السلامة والعافية.
طبعا نحن نرفض فكرة الإجهاض؛ لأنه عدوان على هذا الجنين، ونسأل الله أن يعينك على الصبر، وأن يصلح هذا الزوج، ونتمنى أن يكون للعقلاء والفضلاء من أهلك وأهله دور في الإصلاح ودور في توجيه هذا الزوج.
كنا نحب أن نسأل عن الأسباب التي تجعله يهددك وأنت في هذا الوضع، وهل كانت هذه الأسباب خافية لما ارتبطت به؟ ولا شك أن هذا الزوج رغم العيوب الكبيرة التي فيه؛ فيه إيجابيات هي التي جعلتك تتزوجين وتستمرين معه.
أرجو ألا تستعجلي في هذا الأمر، واعلمي أنه من الناحية الشرعية سيكون هناك حرج في الإقدام على العدوان على هذا الجنين، الذي لا ذنب له في جريرة هذا الأب المقصر.
لذلك أرجو ألا تستعجلي في هذا الأمر، واعلمي أن وجود هذا الطفل - أو الطفلة - الذي سيخرج إلى الدنيا سيكون فيه عون لك على استئناف حياتك، ومهما تعبت الأم فإنها موعدة بأجر وثواب عند الله تبارك وتعالى على تربيتها لأطفالها.
نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، ونحن سعداء لأنك تعلمين الناحية الشرعية، ونحن أيضا نقول: الإنسان ما ينبغي أن يبادر بمثل هذه الأعمال، فإن هذه الصعوبات إن شاء الله ستعقبها راحة، وتعقبها سعادة، ونتمنى أن تنجحوا في علاج المشكلات من جذورها، وألا يكون هذا الطفل - الذي هو الآن يتخلق في الرحم - أن يكون له ذنب أو يكون له تأثر بما يحدث، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
أما بالنسبة لمخاوفك: فأنت أولى بهذا الطفل الصغير، فالحضانة لك والطفل الصغير سيكون معك في كل الأحوال، طبعا إلا إذا تزوجت بعد ذلك، وفي تلك الحالة سيرزقك الله، وسيحمي هذا الطفل، فإن الأطفال في عناية من الله تبارك وتعالى، والله هو الحفيظ والحافظ سبحانه وتعالى.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.