ما العلاج السلوكي المفيد بعد إيقاف أدوية الوسواس والأفكار القهرية؟

0 42

السؤال

السلام عليكم.

كنت في سن المراهقة أعاني من وسواس بسيط، مثل التأكد من باب المنزل والغاز والكهرباء والنظافة، وكنت أعتقد أنه أمر عادي، وبسبب ظروف معينة لم أستطع أن أكمل دراستي الجامعية، وجلست في المنزل لفترة طويلة، بعد ذلك بدأت أقضي وقتا طويلا في غسل اليدين والاستحمام، وتأتيني أفكار أن يدي تلوثت، وفكرة غريبة وأشياء خاطئة حول شخص قريب مني، فكنت أخاف جدا عندما تأتيني هذه الأفكار، وأبكي بحرقة.

أصبحت لا أقدر أن أعتمد على نفسي في أي شيء، فاعتمدت على والدتي في كل شيء، حتى أني كنت أمسك بيدها طول الوقت حتى أطمئن أني لن أفعل شيئا خاطئا من الأفكار التي تأتيني، وكنت أبكي باستمرار.

ذهبت لأكثر من طبيب، وأخذت أكثر من دواء، ولكن لم أكن أستمر طويلا، وأخيرا ذهبت لطبيب ووصف لي دواء الفافرين والانافرانيل، وتحسنت كثيرا، وأشار علي الطبيب أن أعمل، لأن هذا من ضمن العلاج.

وبدأت العمل، واستمررت على هذا الدواء لمدة ست سنوات، مع اختلاف الجرعات حسب إرشادات الطبيب، ولكن أثناء هذه السنوات كانت تأتيني شكوك أني لم آخذ الدواء، أو أني كتبت شيئا خطأ، وأقوم بتفتيش ملابسي وملابس أفراد عائلتي، ومنذ فترة قريبة ازدادت الشكوك، فقررت أن أوقف الدواء لعدم فائدته، والآن أشعر بملل شديد من الدواء، ومنذ شهرين ونصف تقريبا بدأت آخذ الدواء كل ثلاثة أو أربعة أيام 100 ميلليجرام من الفافرين وأحيانا 75 ميلليجرام من الانافرانيل معه، وأحيانا تزداد الأيام عن ذلك، فهل هذا صحيح؟ لأني تعبت كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا- من خلال موقع الشبكة الإسلامية، وشكرا لك على التواصل معنا.

واضح من سؤالك أنك حقيقة تعانين من الوسواس والأفكار القهرية المختلفة، فمنها ما هو متعلق بالأمن والسلامة، ومنها ما هو متعلق بالنظافة والطهارة، وكذلك بالشك والمخاوف المختلفة، جيدا أنك استشرت الطب النفسي وأخذت دواء الفافرين والأنفرانيل هذه السنين الطويلة، وجيد أنك بدأت بالعمل بعد أن نصحت به.

نعم ومعك كل الحق في أن الإنسان ربما يمل ويتعب من المرض المزمن، وتناول الدواء لسنين طويلة، ولكن أيضا واضح من سؤالك أن الوسواس القهري عندك يذهب ويعود بحسب ظروف الحياة من حولك.

نعم يمكنك العودة للدوائين السابقين وبالجرعتين الموصوفتين سابقا، ولكن لا بد من الاستمرار، وأيضا يمكن للعلاج المعرفي السلوكي أن يكون مفيدا جدا، ولكن في بعض الحالات الشديدة لا بد من أخذ الدواء، بالإضافة إلى العلاج المعرفي السلوكي، أنصحك بمراجعة الطبيب ليحدد لك هل تحتاجين فقط للعلاج المعرفي السلوكي أو لا بد من العلاج الدوائي، وأخيرا أقول: إن مما يمكن أن يخفف من مللك من العلاج أن توجهي انتباهك لأمور أخرى في الحياة تدخل لك المتعة والنشاط، كممارسة بعض الأنشطة والهوايات المفيدة، كتعلم بعض الرياضات أو اللغات أو غيرهما.

أدعو الله لك بالصحة والسلامة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات