السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أعاني من ألم بعد التبول، وتقطيرا للبول رغم صغر سني، وأعاني من صلع في منتصف الرأس، مع عدم وجود أحد في العائلة كحالتي.
ما هي الفحوصات الطبية التي يجب القيام بها للتأكد من الأسباب بشكل مؤكد في ذلك؟
وشكرا لكل القائمين على هذا الموقع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابني العزيز لنبدأ أولا بظهور بوادر الصلع لديك، في كثير من الأحيان لا يعرف سبب لذلك، ولكن لا بد من وجود الاستعداد الوراثي الجيني عند الذكر، ويمكن أن تتحدث لزملائنا أخصائيي الأمراض الجلدية لوصف العلاجات المناسبة للحالات الخفيفة، مثل بعض البخاخات التي تؤدي إلى إعادة ظهور الشعر في بعض البقع الصغيرة، كما أنهم يملكون الأهلية لإعطائك كافة النصائح والشروحات، وحتى الفحوصات اللازمة لحالتك.
استكمالا أرجو أن تسألهم عن موضة العصر المنتشرة انتشار النار في الهشيم هذه الأيام، والتي تتعلق بعمليات زراعة الشعر التي باتت رخيصة السعر نسبيا، وذات نتائج مذهلة لمعظم الحالات، ولكنني يجب أن أقف هنا فإن الموضوع في الحقيقة هو خارج عن نطاق تخصصي وهو جراحة المسالك البولية.
بالنسبة لموضوع الألم بعد التبول والتقطير فإننا دائما ما نقول بأن الألم في المسالك البولية، يعتبر شيئا غير طبيعي يحتاج إلى متابعة وتشخيص وعلاج.
أما مسببات الألم فهي كثيرة وتختلف في كثير من الزوايا مثل كون الألم حادا، وحادثا وقتيا، أو أنه طويل الأمد ومزمنا في نوعيته.
واستنادا لوصفك فإنك تعاني من الألم طويل الأمد، أو المزمن فما مسببات الألم المزمن؟ بطبيعة الحال تتوقف الإجابة على عمر المريض فكونك صغيرا في السن تجعلنا نتجه أكثر صوب الالتهابات المحلية، أو تواجد الحصوات، أو التضيقات في منطقة عنق المثانة أو الإحليل، والتي عادة ما تكون نتيجة لحالات خلقية موجودة منذ الولادة، أو حادثة ناشئة عن التهابات مختلفة في المنطقة، أو حتى ناتجة عن إصابات للمنطقة كالوقوع على حرف ناتىء، أو على قضيب من الحديد مثلا، أو حتى حالات كسور في منطقة الحوض، وتأثيرها على الإحليل.
حكما على ما تصف لنا فإننا نستبعد الحوادث والإصابات، ونبقى في نطاق الالتهابات، فهل حدث وأن أصبت بالتهابات جنسية مثل السيلان؟ واسأل هذا السؤال من منطلق طبي بحت لفائدة المريض، بدون إبداء حكم مسبق على المريض، أو افتراض أي شيء، ولكن معرفة مثل هذة الأمور تعتبر مهمة جدا في العلاج، وبناء عليه واستكمالا للفائدة لكثير من المرضى الذين قد يكونون قد عانوا من مثل هذا الالتهاب فسوف أستمر في حديثي هنا حتى لو كان هذا الموضوع غير ذي صلة بحالتك.
فإذا تعرض مريض لمثل هذه الالتهابات فإن من مضاعفاتها المستقبلية حدوث تضيقات بالإحليل، وهو مجرى البول داخل القضيب عند الرجل، ويتم تشخيص هذا التضيق بإجراء فحص لدفع البول، والذي عادة ما ينتج قراءة مدللة لهذه الحالة، ومن ثم يتم التأكيد بإجراء صورة ملونة للإحليل، ويفضل أن يكون العلاج جراحيا أولا، بإجراء توسيع قطعي للتضيق عن طريق المنظار الذكري الداخلي، ونسبة نجاح مثل هذا التوسيع حوالي 30%، ويمكن إعادة التوسيع ذاته مرة أخرى، ولكن في حالة رجوع التضيق بعد المرة الثانية، فلا ينصح بالإعادة المتتالية للتوسيعات نسبة لضعف النتائج في كل حالة إعادة عما قبلها.
ويبقى العلاج الجراحي عن طريق توسيع التضيق برقعة مستخرجة من بطانة الفم الداخيلة الخيار الأمثل، لأن الفم يشفى في خلال أيام قليلة، ونتائج هذه العملية جيدة جدا، وهذه عملية متوسطة وسهلة الإجراء، وتكون معاناة المريض بعدها بسيطة، وتتم عملية تشخيص التضيقات الخلقية بالطريقة الموصوفة سابقا، وعادة ما يتم علاجها بواسطة المناظير البولية، واستخدام تكنولوجيات مختلفة منها الليزر مثلا.
أما إذا انتفى وجود التضيقات فيتوجب التأكد من عدم وجود حصوات بالمثانة عن طريق التصوير بالأشعة الطبقية، أو الموجات الصوتية.
وفي حالة عدم وجودها يجب إجراء زراعة لكل من البول والمني للتأكد من عدم وجود التهابات بهما، وفي حالة ثبوت الالتهاب أو الشك في وجوده، فيتوجب إعطاء المريض المضادات الحيوية المناسبة لفترات طويلة نسبيا؛ للتأكد من السيطرة على الالتهاب.
وأعتقد أن إجراء منظار تشخيصي لك هو أمر مهم جدا، ويتوجب إجراؤه لك في كل حال، والسبب لكي نتمكن من الوصول إلى تشخيص للكثير من المشاكل التي تؤدي إلى ما تشكو منه، والتي ليس من السهل الوصول إليها بدون إجراء المنظار، فمثلا كثيرا ما تؤدي التهابات الجهاز البولي السفلي الناتجة عن البلهارسيا لأعراض مشابهة لما تشكو منه، ومن الاحتمالات الأخرى التهابات التدرن وغيرها، ويمكن للطبيب في حالة الشك في أية منطقة من بطانة المثانة الداخلية، أو منطقة البروستاتا، أو حتى الإحليل أن يجري أخذ عينة، وإرسالها للتحليل في المختبر.
وأخيرا أنصح باستخدام مضادات الألفا لما هو معروف عنها في خفض أعراض الجهاز البولي السفلي بأنواعها.
وإذن فإن حالتك يمكن علاجها بسهولة -بإذن الله-، وشفيت يا بني.