السؤال
السلام عليكم.
هل يجوز لي أن أدرس كلية الحقوق لأحصل علي درجات عالية لكي أقر عين أبي ولكن ليس للعمل؟ لأني أود أن أترك هذه الكلية عندما علمت أنها حرام، وفي كلية الشرطة سأدرس القوانين الوضعية فما حكمها؟ هل أستطيع أن أدرس القوانين الوضعية للنجاح فقط؟ وهل سأكفر إذا عملت في الشرطة؟
أرجو منكم الإجابة بأسرع وقت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابننا الفاضل في الموقع، وشكرا لك على هذا السؤال، شكرا على الحرص على إرضاء الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.
لا مانع من أن تدرس في كلية الحقوق؛ لأن الباطل يحتاج إلى من يتعرف عليه ليهذبه، ولكن من المهم جدا أن تثقف نفسك من الناحية الشرعية، وتدرس أيضا الشريعة، لأن الأصل هذه الشريعة، ونذكر هنا بأن الذي كتب التشريع الجنائي -رحمة الله عليه- قال كلمات جميلة في المقدمة قال: أعتذر للقانون مبنى ونصا، مبنى ومعنى لأهدم القانون معنى ونصا أو كما قال، لأنه هدم القوانين المدنية الوضعية بالكلام عن التشريع الجنائي الإسلامي، ولذلك نحن نريد أن نقول أيضا نحن لكي نبطل هذا الباطل لا بد من معرفة الباطل،، ولا بد قبل ذلك من معرفة الحق ومعرفة الجانب الشرعي.
ونحمد الله أن معظم كليات الحقوق فيها جانب المقارنة، ولكن الطالب يحتاج إلى أن يتوسع في الجانب الشرعي ويدرس الناحية الشرعية ويفهم عظمة هذا الشرع الذي هو حاكم على كل هذه الأمور، أيضا نحب أن نشير أن ليس كل القوانين الموضوعة خاطئة فهناك قوانين مبنية على قواعد شرعية وهناك قوانين فيها بعض المخالفات التي يمكن أن تزاح وتزال؛ لأن الشريعة هي التي ينبغي أن تكون حاكمة وهي التي ينبغي أن تنحاز لها الأمة، ولكن إكمال الدراسة في هذا المجال لا حرج فيه شريطة أن تصطحب المعاني التي ذكرناها، تجعل نيتك الدعوة إلى الله، وبيان عوار هذه القوانين، وتوضيح عظمة الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وبعد ذلك إذا عملت أنا أعرف من درس هذه الحقوق وهم على منصات القضاء لا يقعون في مخالفة بحيث إذا كانت القوانين تخالف الشريعة فلا يحكم إلا بالشريعة، ولا يحكم إلا بما يرضي الله تبارك وتعالى، وإذا اضطر فإنه يرفض الحكم في القضية المذكورة، لأننا أيضا لا نريد أن نترك الساحة لغيرنا، للذي ليس عنده غيرة ولا يفكر في الشريعة ولا يخاف من تجاوز الحدود الشرعية فإن الناس يتعرضون لظلم كبير إذا غاب عن الساحة من يخاف الله ويتقيه ومن يجتهد في أن يقيم شرع الله بقدر استطاعته ومن منصته ومن جامعته ومن العلم الذي درسه، يبين للناس عوار هذه القوانين الوضعية الوضيعة الناقصة.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحكم فينا شرعه وكتابه وسنة نبيه هو ولي ذلك والقادر عليه.