أصبت باضطرابات بعد ولادتي وتعرضي لضغوطات ومسؤوليات الحياة!

0 27

السؤال

السلام عليكم.

أنا عمري 30 سنة، متزوجة، أم لطفلين، مؤخرا ازداد لدي ولد، كنت طبيعية وفرحة به وكنت عند أهلي لكن بعد شهر رجعت إلى بيتي عند زوجي فأحسست بضغط المسؤولية، وبعد أيام تفاجأت أن حليبي الذي يرضعه ابني قد نشف وظل يبكي ابني فبكيت بكاء شديدا لأنني كنت أريد أن أرضعه رضاعة طبيعية كاملة، وفي ذلك اليوم بالذات أتاني فجأة اضطراب الآنية معه ضيق شديد، فقدت الإحساس بالحياة، أولادي لم أعد أهتم بهم ولا زوجي، لا أقدر على فعل أي شيء بسيط في حياتي اليومية، أحس بأني ساجن وأفقد عقلي، أنا في دوامة كبيرة لا أستطيع الخروج منها!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمبركي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر الأخت الفاضلة على تواصلها معنا عبر الشبكة الإسلامية.

الغالب أن ما تعاني منه هي حالة نفسية عقب الولادة، والتي قد تكون اكتئاب ما بعد الولادة، أو حالة ذهانية بعد الولادة، وهذا أمر واضح من خلال الأعراض التي ذكرتها، فأولا أنها بدأت بعد شهر قريبا من الولادة، وربما بدأت أبكر من هذا، إلا أنها كانت بدرجة خفيفة لم تدركيها منذ البداية، وكما ذكرت في سؤالك هناك شعور بضغط المسؤولية، وجفاف حليب الثدي، والبكاء الشديد، والضيق الشديد، والحس بفقدان الحياة مع أولادك، وعدم الاهتمام بهم، أو بزوجك، وكذلك فقدان القدرة على عمل أي شيء، فبدأت تشعرين أنك في دوامة لا تخرجين منها، وخوفك على فقدان عقلك.

كل هذه الأعراض يمكن أن تكون إما اكتئاب ما بعد الولادة، أو ذهان ما بعد الولادة.

هذه الحالات كثيرة الحدوث مع السيدات عقب الولادة، وخاصة إذا حدث شيء مشابه في ولادات سابقة، وإن كان على درجة خفيفة، ولكن ليس هذا بالضرورة، فقد تكون هذه أول مرة مع هذه الولادة الثالثة. وعادة ما تنسب هذه الحالات بعد الولادة إلى عدة أسباب، منها اضطراب الهرمونات، ومنها الضغط النفسي للحياة الجديدة وإجهاد ما بعد الولادة.

والخبر الجيد أن هذه الحالات تستجيب بشكل جيد للعلاج الدوائي، لذلك ننصحك باستشارة عاجلة مع طبيب نفسي، ليؤكد أولا التشخيص، ثم ليبدأ معك العلاج الدوائي، والذي غالبا بإذن الله تعالى سيتكلل بالنجاح، وتعودي إلى وضعك النفسي الذي كنت عليه قبل الولادة، داعين الله تعالى لك بالصحة والسلامة وسلامة أولادك وأسرتك.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات