السؤال
السلام عليكم
أنا أم لثلاثة أطفال -اللهم بارك- أعمارهم بالتقريب هي 6و 5و 3، كل ما أريده هو المساعدة منهم ومن أبيهم للأسف، أنا الخادمة الوحيدة في هذا البيت، كل شيء علي، في بعض الأحيان يساعدونني خاصة الأصغر سنا، لكن بعد مجهود من المحايلة، وأن هذا يرضي الله وستأخذ حسنات وهو بر بأمك، وهكذا أحيانا التوجيه يجدي نفعا ويتحمسون قليلا، وبعد دقائق قليلة يملون، هم لا يجدون في ذلك قدوة من أبيهم -ولا حول ولا قوة إلا بالله- وهذه مشكلة أخرى، فزوجي يمكث كثيرا في المنزل، وخاصة بالنهار وقت قضاء أشغالي، ولكنه مشغول بهاتفه تصفح وسائل، تواصل لعب على الهاتف، وأحيانا قليلة ما يتعلق بعمله، وهم ينظرون إليه في جزء التعلق بالهاتف، ولا أجد لهذا حلا، أيضا كل ما أريده أن يكون الجميع متعاونا.
أعلم أن أطفالي صغارا، لكن أريد أن أرسخ فيهم النظافة، والنظام، لكن وحدي لا أستطيع أنا أيضا أصبحت فوضوية بشكل كبير ومتضجرة جدا، لماذا لا يساعدني زوجي، هو في الحقيقة في الغالب لا يعلق على شيء في المنزل أحيانا يتفوه ببعض الكلمات التي معناها أو تكون صراحة أنا أرى الوضع وساكت، أطلب منه المساعدة يضحك أو نتشاجر، ولا يفعل شيء، هذا ديدنه منذ طفولته مع والدته، وأخشى أن أخرج أزواجا لا يساعدون زوجاتهم هكذا، كيف أجعل زوجي على الأقل يرتب خلفه، وينظف الحمام بعده بدون مشاكل؟ كيف أجعل النظافة ديدن أولادي؟ كيف أتحمل عبء كوني الخادمة الوحيدة.
وبالمناسبة أشعر بالإحراج الشديد عندما أحضر من تساعدني، وهن أصبحن قليلات جدا.
أسفه على الإطالة، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أختنا وابنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي فكرة السؤال، ونسأل الله يعينك بمدد من عنده، ونوصيك بالإكثار من ذكر الله، فإنه يبعث على النشاط، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لريحانته الزهراء ولزوجها علي لما شكت من التعب من العيال والتعب في البيت: ألا أدلكم على ما هو خير لكما من خادم "تسبحان الله ثلاثا وثلاثين، وتحمدان الله ثلاثا وثلاثين، وتكبران الله ثلاثا وثلاثين فذلكما خير لكما من خادم"، وقد استنبط الإمام ابن القيم لهذا أن الذكر يولد النشاط، فنسأل الله أن يعينك، وأن يزيدك قوة وقدرة على حسن إدارة البيت.
ثانيا: نحن سعداء جدا برغبتك في تربية الأطفال الصغار على تحمل المسؤولية، ونتمنى أن يتفهم الأب أيضا هذا الدور، ولا نجد أفضل من أن تطلبي منه أن يتواصل مع الموقع ليعرض ما عنده ويعرض وضع البيت، وبعد ذلك سيجد المعاونة والتوجيه حتى يعرف خطورة ما يحصل.
الأمر الثالث: نريد أن نبين أن تقنين الزمن جزء من الحل، الأطفال صغار والأب كما أشرت تربى في بيت لا يتحمل فيه المسؤولية، وبالتالي نحن لا نقول العلاج مستحيل، لكن نؤكد أن العلاج يتحاج إلى كثير من الوقت، وإلى كثير من الصبر.
الأمر الرابع: الذي نريد أن ننبه له لا تحملين نفسك ما لا تطيقين، ولا تحملي هذا الهم؛ لأن هذا الهم يقعد، الآن المشكلة أنهم لا يعملون، وأنك تقضين وقتا كثيرا في التوتر والحزن، والألم وهذا يفرح الشيطان الذي همه أن يحزن أهل الإيمان، فالإنسان لما يتكيف مع الوضع ثم يبدأ العلاج، لما يتعايش مع الوضع ثم يبدأ العلاج على الأقل يفوز بالراحة النفسية والهدوء، وهذا يعطي طاقة، ويعطي دافعية، وإذا كان زوجك يضحك أحيانا عندها، فهذا دليل على أنه يوقن أن عليه أدوارا ينبغي أن يقوم بها، لكن هذا يحتاج هو أيضا إلى تشجيع مثل الأطفال الصغار؛ لأنه كما أشرت لم يتربى في البيت على أن يساعد أو يعاون، ولكن نحن مرة أخرى نحيي هذه الفكرة، وأرجو أن تعملي على تربية الأبناء فعلا، ليتحملوا بعض المسؤوليات، وإن تخلى الأب عن المسؤوليات، فأنت تستطيعين أن تكسبين الأبناء بالتواصل الجيد معهم، بالمسح على رؤوسهم، باحتضانهم، بإشعارهم بالثواب عند الله كما تفعلين هذا مسعى جميل، أرجو أن تستمرين عليه.
ولا عيب أن تجد المرأة من تساعدها من الجارات، ومن الصديقات فالناس بالناس، أنت تساعدي وتساعدين وهكذا الناس يتكافلون ويتعاونون ويتعاملون مع بعضهم، أخيرا: نحب أن نقول أمور البيت ينبغي أن ترتب ترتيبا صحيحا، فترتيب الأولويات يساعد، لا تشغلي نفسك كثيرا بالأمور الصغيرة على حساب الأمور الكبيرة، واجعلي همك إنجاز الأشياء الأساسية، فالزمن أيضا جزء من الحل هؤلاء الصغار سيكبرون قليلا، وسيكونون عونا لك ونتمنى قطعا من الأب أن يكون له دور، أن يغير هذا السلوك السلبي، وسيجد التوجيه منا سريعا في حال تواصله مع الموقع، وعرض ما عنده وحتى لو ذكر هذا الموضوع، أو تكتبوا استشارة مشتركة؛ لأننا نريد أن يرى ما يكتب وما يقال وما يصدر من توجيهات من إخوانه من الرجال..
ونسأل الله لنا ولك وله التوفيق والسداد.