هل تعتبر الأحلام دليلاً على ما سيحدث للإنسان؟

0 460

السؤال

أشعر بقلق دائم، ولا أعلم لماذا؟ مما يجعلني أفكر كثيرا، وأحيانا أشعر أنه سيحدث لي مكروه؟ هل تعتبر الأحلام دليلا على ما سيحدث للإنسان؟
كنت تحت ضغط نفسي كبير فكنت أتكلم في أحلامي، هل هذا يعني أنها ستتحقق؟ أخاف على نفسي الانحراف، فماذا أفعل؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يذهب الهموم، ويكشف الغموم، وأن يشغلنا بطاعة الحي القيوم.
فإن الأحلام في هذه الأحوال عبارة عن حديث نفس، وانعكاس لما يعانيه الإنسان في يقظته، فالجوعان يحلم بالطعام، والفقير يحلم بالمال، والمتشائم المهموم يحلم بما يكره من الأمور، وإذا أطاع الإنسان ربه في اليقظة فلن يضره ما يشاهد في النوم فاشغلي نفسك بطاعة الله، وتوكلي على الذي لا يصرف السوء أحد سواه، واستعيني بالصبر والذكر والصلاة، واعلمي أن الطمأنينة مكانها واحد قال تعالى: (( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))[الرعد:28]، وقد بحث الناس عنها في الأموال فلم يجدوها وطاردوها في الأسواق فلم ينالوها، وطلبها أهل المناصب فلم يحصلوها، وفاز بها مؤمن بذكر الله ويسجد لله ويرضى بقسمة الله، فكوني من هذا النوع لأنهم الآمنون إذا خاف الناس المسرورون إذا أحزن الناس.

ومن هنا فنحن ننصحك بمراجعة النفس والعودة إلى الله، والإكثار من الاستغفار، وتجنب أسباب التوتر والانهيار فإذا لم تكن الأسباب معروفة فعليك بدعاء الغم دعوة نبي الله يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وهي: (( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ))[الأنبياء:87].
وأرجو أن تبتعدي عن صديقات السوء فإنهم إذا وجدوا الفتاة متضايقة قادوها إلى المخدرات والضياع والهاوية، واعلمي أن المؤمنة ترضى بالقضاء وتلوذ برب الأرض والسماء، واحرص على صحبة الصالحات فإنهن عون على فعل الخيرات وعدة عند النكبات وعزاء في الملمات.

واعلمي أن صديقة السوء أخطر من الشيطان؛ لأن شياطين الإنس لا ينصرفون لكن الشيطان الرجيم يخاف من الموحدين ويهرب من الذاكرين، وينفر من بيوت التالين لكلام رب العالمين، ويحزن لتوبة العاصين واستغفار المستغفرين.
وإذا وجدت مضايقات فاطلبي مساعدة الأمهات والصالحات من المعلمات حتى لا تسقطين في شراك أهل الشهوات فإنهم يستدرجون الغافلات.

ولا داعي للقلق فإن الأمور بيد من خلق الإنسان من علق، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراد، وعجبا لأمر المؤمن أن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
فاتق الله واصبري وتوبي وأملي ما يسرك وابشري وتوجهي إلى ربك وتضرعي وافهمي كلام من قال وأسعدي:
يا صاحب الهم إن الهم منفرج *** أبشر بخير فإن الفارج الله

وإذا رأيت في نومك ما يزعجك فتعوذي بالله من الشيطان، واتفلي عن يسارك، واكتمي الأمر فإنه لا يضرك، وحبذا لو توضأت وجلست لله ركعتين حتى يكون الشيطان هو المخذول المدحور.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات