كيف أطور حياتي، وأكتسب الثقة في نفسي؟

0 27

السؤال

السلام عليكم.

كيف أطور حياتي لأتحول من إنسان يتصرف كالأطفال، ضعيف الثقة بنفسه، إلى إنسان ذكي، واثق من نفسه، لا يخاف من أي شيء؟

أحيانا أتلعثم بالكلام مع الناس، وعندما أراجع نفسي، أقول: أنا في بلد عربي آخر غير بلدي العربي، ويتكلمون لهجة غير لهجتي، لذا أتلعثم من الصعوبة في تقليد لهجتهم، لكن حقيقة الأمر هو ضعف الثقة في النفس.

والإنسان حين يكبر تتغير تصرفاته، لكن أنا لم تتغير بعض تصرفاتي، أبتسم عندما أكلم أي أحد، ولا أرى أي أحد يبتسم لي، وأريد التخلص من ابتسامي، وأضحك على أي شيء ولو كان أمرا تافها، التصرفات الأساسية التقليدية لا أعرف عنها شيئا، أتوتر من الناس، وضعف التركيز في الأمور الأساسية، وخوفي من الخروج إلى الحياة العامة.

والمشكلة التي تفوق كل مشاكلي، عندما أخبر أمي عن مشاكلي، تقول أن لا مشكلة لدي، أنا فقط أهول الأمر، ومن شدة رغبتي بتفريغ ما يوجد بداخلي، كلمت أمي بخصوص ما عندي، أيضا أريد قرءاة كتاب فيه حوالي 650 صفحة، لكني أخاف أن أمل من قراءته، فأقرأ أول 30 صفحة، ثم أمل وأترك القراءة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

ونحن فخورون بك -يا ولدي-، حيث أنت حريص على تطوير نفسك، وأنت في هذه السن، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على همة عالية عندك، وقد أرشد النبي ﷺ المؤمن إلى أن يبحث عما ينفعه ويصبر عليه، فقد ورد في صحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا إلى النبي ﷺ أنه قال: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن ، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان".

فهذا الحديث يحل كثيرا من الإشكالات التي سألت عنها، والتي مدارها على الأفكار والوساوس، كونك تعتقد أنك ضعيف الثقة بنفسك، وهذا غير دقيق، والدليل على ذلك أنك تراسلنا وتشرح كل ما في نفسك بدقة واحترافية، وهذا لا يفعله من فقد الثقة بنفسه.

أما تغير التصرفات من الطفولة إلى المراهقة، وأنك لم تلاحظ هذا، فهذه مسألة نسبية، فهناك تصرفات صحيحة يفعلها الأطفال لا ينبغي أن يغيروها إذا كبروا، ولا نريد منك أن تراقب نفسك بهذه الحساسية، وتصرف بشكل طبيعي، وستكتشف أنها مجرد تقييمات مبالغ فيها، تصدرها أنت في حق نفسك.

أما بخصوص التوتر من الناس: فهذا نتيجة الإفراط في التفكير والحساسية الزائدة تجاه نفسك، وذلك لأنك تعيش في مرحلة سنية هي مفترق طرق بين الطفولة والرشد، فأنت لا زلت تعبر الطريق إلى الرشد، لذلك من الطبيعي أن تستغرب بعض التغيرات الجسدية والنفسية التي تحصل لك خلال هذه الفترة، وقل مثل ذلك في موضوع ضعف التركيز في الأمور العامة، وذلك بسبب انشغال الذهن بمراقبة أفكارك حول نفسك!

كلام أمك وتقييمها لموقفك فيه قدر كبير من الصحة، فهي ترى وضعك من الخارج، بينما أنت ترى وضعك من الداخل، وننصحك بقراءة موضوع نوافذ جوهاري التي تتحدث عن النقاط الأربع في حياة الإنسان، وكيف يرى الناس، وكيف يراه الناس.

أما بخصوص قراءة 30 صفحة من 650 صفحة، فهذا يعتمد على طبيعة الكتاب، والغرض من القراءة، فهناك بعض الكتب لا تستهوي القارئ، وبالتالي لا ينشط لقراءتها، وعليك باختيار كتب تناسب اهتماماتك وهواياتك، ولا بأس أن تبدأ بقراءة الكتب التاريخية، أو الروايات الأدبية الجيدة، وقراءة قصص الصحابة والقصص القرآني وقصص الأنبياء، فهذه كلها كتب ممتعة، يمكنك الاستفادة منها، وتقوية ذائقة القراءة عندك، وفي ذات الوقت الاستفادة مما تحويه من أحكام وآداب.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات