السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عزباء، طالبة جامعية، لي ثلاثة إخوة وأخت، أحس دائما بتمييز والدتي لإخوتنا عنا، خاصة عندما أمر بظروف تستدعي أن يقف معي والداي وخاصة الأم، فأجدها غير مبالية تماما عكس ما أرى عندما يكون الأمر مع إخوتي خاصة أخي الكبير، ورغم أنني بارة بها، وأقوم بكل ما تريده، سواء في المنزل من أعمال أو أشياء أخرى رغم دراستي، لكني أراها لا تهتم.
في بعض الأحيان أقول لها: إنك تميزين بيننا، وفي بعض المواقف أصاب بإحباط واكتئاب، وبكاء شديد، خاصة أنني حساسة بعض الشيء، فما الحل؟ وهل عندما أصارحها بأنني أحس بالتمييز يعتبر عقوقا؛ لأنها تغضب عندما أقول لها ذلك، رغم أن ما أحس به تحس به أختي أيضا.
أرجوكم أفيدوني، وبارك الله في جهدكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في إسلام ويب.
أولا: نشكر لك حرصك على بر والدتك وخوفك من أن تقعي في عقوقها، وهذا من توفيق الله تعالى لك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا، وثانيا: نحن نظن أيتها البنت العزيزة أن ما تجدينه من مشاعر التمييز بينك وبين إخوتك مجرد أوهام، ليست لها حقيقة، نحن نتفهم أنك قد تشعرين بهذا ولكن من خلال ما وصفت فإننا نظن أن أمك تفعل الشيء هذا الذي تفعله؛ لأنها تقدر أن حاجة كل واحد من التعاطف في ذلك الموقف أعظم من غيره، ولذلك ذكرت أنت أنها تميز أخاك الكبير زيادة عن الآخرين، فلعلها ترى أن في حياته من المواقف ما يستدعي المزيد من التعاطف معهم، ونحن نتفهم أيتها البنت العزيزة، أن أمك قد تكون غير مصيبة في هذا، وأنها أخطأت التقدير وهذا أمر ممكن ويقع، فتستبسط بعض المواقف التي تكونين أنت تظنين أنها شديدة وكبيرة وتحتاج إلى وقوف معك بشكل أقوى وأكبر بينما يكون تقدير أمك بخلاف ذلك.
فمن هنا ينشأ لديك هذا الشعور بعدم المبالاة من أمك والتمييز بينك وبين إخوتك، ولكن الحقيقة أيتها البنت العزيزة أن الأم تنظر إلى أولادها بنظرة متساوية ذكورا كانوا أو إناثا، بل المعهود أن تعاطف الأم مع البنات يكون أكثر، وهذه أمور فطرية جبلية فطر الله تعالى عليها الإنسان، فالأم ترى في أولادها جميعا ما يدعوها إلى رحمتهم والإشفاق عليهم والتعاطف معهم، ولهذا نحن ندعوك أولا إلى تجاوز هذه المشاعر وتفهم موقف أمك وإن كان خطأ.
وأما ما ذكرت من أنك تصارحينها بذلك فإذا كان هذا يغضبها فإنه لا يجوز لك أن تفعلي ما يغضب أمك، والعلماء يقولون إن الولد يمكن أن يأمر أباه أو أمه بالمعروف وينهاهم عن المنكر بشرط أن لا يغضبه، فإذا غضب سكت أي لا يجوز له أن يستمر في تنبيهه ونصيحته ما دام ذلك يغضبه، وهذا في المنكرات، فكيف بالأشياء التي تحتمل أن تكون منكرا وغير منكر، فعليك أن تتجنبي هذا الأسلوب، وأن تبحثي عن الأعذار، وتلتمسي هذه الأعذار، وتبحثي عنها بقدر الاستطاعة، فإننا أمرنا أن نحسن الظن بالآخرين، والوالدان أولى الناس بهذا..
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.