السؤال
السلام عليكم..
أعاني من الشك في مالي، من أن فيه حراما مع علمي الأكيد أن مالي من حلال طيب، جاء هذا الشك من حالة نفسية مررت بها، وهي أني أخذت مالا من عمي بدون علمه، وبعد أكثر من ثلاث سنوات أبلغته بذلك بعد أن تدهور حالي بسبب الحالة النفسية، وسببت لي هذه الحالة قلة ثقه بالنفس، والشك في كل الأمور من حولي، ولكن الحمد لله أنا صامد إلى الآن، ولكن بحياة تعيسة وكئيبة، وشك دائم، وألم في الرأس، فأرجو مساعدتي.
مع العلم أني أشعر بأن لي القدرة على التخلص من هذه الأفكار ومن الشكوك، وبالفعل أتخلص منها فترة لكن تعود مرة أخرى، فأرجو مساعدتي لكي أتخلص نهائيا من هذه الأفكار، وتبقى ثقتي عالية بنفسي وشخصي، متميز بين المجتمع.
وأشكركم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيرا أنك تعمل على تحري الحلال دائما، والذي تعاني منه حقيقة هو نوع من الشكوك الوسواسية، والشك الوسواسي يفرض نفسه على الإنسان، بالرغم من قناعته الكاملة أن هذه الفكرة ليست صحيحة وهي فكرة سخيفة، والحمد لله أنك قد أخطرت عمك بما حصل، وأنا على ثقة كاملة أنه سوف يجد لك العذر.
الشكوك الوسواسية تحارب وتقاوم، ويجب أن لا يعطيها الإنسان أي قيمة، وأن يحقرها، وأن يستبدلها بفكرة مضادة، وأرجو دائما أن تقوم بإجراء هذه التمارين الذهنية فهي تساعد كثيرا.
الجانب الآخر للتخلص منها إن شاء الله، هو تناول الأدوية المضادة للوساوس والشكوك، والدواء الذي أودك أن تتناوله يعرف باسم بروزاك، والجرعة المناسبة لك هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم ترفعها إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وهذا الدواء والحمد لله هو دواء مفيد وفعال جدا، كما أنه سليم وقليل الآثار الجانبية.
إذا لم تستفد كثيرا من البروزاك بعد مرور شهرين من بداية العلاج، فيمكن أن تضيف له دواء آخر يعرف باسم استلزين (Stelazine) والجرعة هي واحد مليجرام في اليوم، تؤخذ صباحا ولمدة ثلاثة أشهر.
أؤكد لك تماما أن هذه الشكوك هي شكوك وسواسية، وبمقاومتها وتحقيرها وتناول الدواء سوف تزول عنك تماما، كما أن الاكتئاب سوف يزول بصورة تلقائية بعد أن تختفي الشكوك، وبمساعدة البروزاك، والذي هو أيضا علاج للاكتئاب النفسي.
وبالله التوفيق.