السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة في الجامعة، وأعجبني زميل لي في الجامعة -والله أعلم- أعجبت بدينه وأخلاقه، وهذا الإعجاب من طرف واحد من بعيد لمدة خمس سنوات، ولم أتجاوز حدودي أبدا، ودائما خلال هذه السنوات أدعو بعد صلاتي أنه إذا لم يكن خيرا لي ولديني وعاقبة أمري أن يصرفه الله عني، ولكن إلى الآن هذا التعلق والإعجاب باقي ويؤذيني، على رغم أنني لم أحس بهذا الإعجاب لأي شخص في حياتي.
ما الذي أستطيع أن أفعله لأتخلص من هذا التعلق؟ وما نصيحتكم لي، فأنا أخاف أن تكبر المشاعر أكثر من حدها وتسبب لي المشاكل في المستقبل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك هذه الاستشارة التي تدل على خير، فمن مناقب الفتاة أن تعجب بصاحب الدين، ولكننا دائما ننبه بناتنا الفاضلات إلى عدم المسارعة والتمادي في مثل هذه المشاعر، لأن الطرف الثاني قد يكون مرتبطا، والطرف الثاني قد يكون لا يشارك في مثل هذه المشاعر، والطرف الثاني قد يكون مجرد معجب أيضا، والفرق كبير بين مجرد الإعجاب وبين ما بعده.
والمرأة دائما مندفعة في عواطفها، لذلك من المصلحة أن توقفي أولا هذه العواطف المتأججة حتى توضع في إطارها الشرعي، ودائما الإنسان ينبغي أن يتجنب ما يثير هذه العواطف، كتجنب الأماكن التي يوجد فيها الشاب، ولا مانع بعد ذلك من الناحية الأخرى من أن تتعرفي على أسرته، أخواته، إذا كان هناك مجال لهذا، حتى تتعرفي - على الأقل - على معلومات عنه، فربما يكون هو أصلا مرتبط، وهناك من تنتظره من قريباته أو جاراته، وهذا يحدث لكثير من طلابنا في الجامعات، بل بعضهم قد ينشأ علاقة والأسرة وضعت له مخططا مع فتاة المستقبل أو لفارس الأحلام بالنسبة للبنت، وبعد ذلك يصطدم برغبة الأهل الذين يريدوا أن يفرحوا به مع بنت الخالة أو بنت العمة أو ... إلى آخره، والعكس كذلك بالنسبة للفتيات.
عليه أرجو أن يكون لك عمل في اتجاهين:
الاتجاه الأول: نسيان هذه المشاعر وتجنب ما يؤججها.
الجانب الثاني: لا مانع من الاستمرار في الدعاء بالطريقة المذكورة، إن كان فيه خير في الدين ... وكذا أن ييسره الله تبارك وتعالى لك.
إذا كان هناك مجال للتعرف على أخواته وخالاته وعماته ومن هن في بيئته؛ فإن هذا يعطي أولا مؤشرا إيجابيا، إذا تعرفت الفتاة على أخت الشاب فإن الأسرة تفهم أن لها رغبة، وأيضا تتاح لها معرفة ميوله ورأيه في هذه الزميلة التي تعرفت على أخواته. وهذا أيضا ينبغي أن تراعي فيها ظروف المجتمع وواقع المجتمع.
ونحن أيضا نقول: إذا كانت هناك امرأة كبيرة - أحيانا في الجامعات - تكون عاملة نظافة، أو تخدم الطلاب والطالبات، كبيرة في السن، لا مانع أيضا من أن يكون لها دور في معرفة المعلومات عن هذا الشاب، وما إذا كان مرتبطا أو غير مرتبط.
وعلى كل حال: نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.