أعاني من قصر القامة، فهل من علاج؟

0 25

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوجه تحياتي لكل القائمين والعاملين على هذا الموقع.

طولي 160 سنتيمتر، ووزني 90 كيلو، عمري 23 سنة، وكما تلاحظون أنا قصير القامة، وهذا الأمر أصبح يشكل لي عائقا في حياتي، أصبحت أرى الناس أطول مني، لاحظت هذا بعد مرضي بالقلق، أشعر أن قصر قامتي يساعد الآخرين على التنمر علي.

لا أعرف هل ممارسة التمارين الرياضية ستساعدني في اكتساب بعد السنتميترات، أو أن طولي سيبقى ثابتا، حتى لو أنقصت وزني؟

موضوع القامة هذا شكل لي عائقا نفسيا، حيت أنني أتخيل إذا تقدمت لوظيفة ما كيف سيكون موقفي، وكيف سأتزوج، ومن ستقبل بقصير القامة؟ والكثير من الأفكار، لا تصل إلى مستوى عال من الإزعاج، لكنها تبقى مزعجة.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.

الأفكار المستمرة حول قصر قامتك، هي أفكار تتعلق بشكل الجسد، وإذا أعاقت حياتك فإنها تتحول إلى اضطراب يحتاج لتدخل علاجي (جلسات نفسية)، لكن يبدو من كلامك أنها لا تزال مجرد أفكار، وإن كانت تسبب لك القلق أحيانا، لذلك ففرصة السيطرة عليها ستكون كبيرة، وذلك بألا تفكر في هذا الأمر كثيرا، وترضى بما قسم الله لك من شكل وطول، وهذا الأمر ليس بيدك حتى تعاب به أو تؤاخذ عليه، فالله -عز وجل- قسم الأرزاق والأخلاق، فقد تجد شخصا طويلا لكنه فقير في أخلاقه، وتجد شخصا قصيرا غنيا في أخلاقه، وقد تجد طويلا وغنيا ولكنه مبتلى بأمر آخر في حياته كعلاقته مع أسرته أو زوجته مثلا، والحل هو أن يرضى كل إنسان بما قسم الله له من خلق وخلق.

وتأكد تماما بأن الناس لا تراقبك كما تراقب أنت نفسك، فكل شخص مشغول بشؤونه الخاصة، ولا ينتبه كثيرا لموضوع شكل الجسم والطول والقصر، مع أن طولك ليس بالقصير كثيرا، وإنما هو تحت المتوسط قليلا، فطولك مقبول نوعا ما لدى غالبية الناس، ويبقى عدد محدود من الناس ربما تسمعهم يعلقون على طولك، فهؤلاء لا تأبه بهم كثيرا، ولا تجهد نفسك في مناقشتهم، وعليك بالاهتمام بنفسك، فالحياة لا تنتظر الفارغين والبطالين.

أما موضوع الزواج، فتزوج من ترضى بطولك الحالي، ولن تعدم امرأة تناسبك ترضى بطولك، صحيح قد تحتاج لشيء من الوقت في البحث لكنك ستجد المرأة المناسبة في نهاية المطاف.

وكما ذكرت لك -أخي الكريم- تظل مجرد أفكار ضاغطة عليك، ينبغي أن تتجاهلها وأن تعيش حياتك بشكل طبيعي جدا، كما يعيش آلاف الناس الذين لهم نفس طولك بل والذين هم أكثر منك قصرا.

وتذكر دوما أن معيار التفاضل عند الله -عز وجل- ليس بالشكل والطول، وإنما بالتقوى والعمل، فقد روى الإمام مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات