السؤال
السلام عليكم.
ابنتي عمرها 15 سنة، كانت مجتهدة جدا، والآن تراجعت في دراستها، هي اعترفت بأخطائها، والآن على ما يبدو أنها فهمت أخطاءها، وتحاول جاهدة معالجة نفسها والمضي قدما، لحد الآن كل شيء عادي، اعترفت أنها شربت الدواء لعدة مرات بنية عقاب نفسها، وبحجة أنها تحس بالألم عند شرب الدواء، فهي بذلك تعاقب نفسها، أنا جدا خائفة عليها، مع العلم نحن نسكن في قرية صغيرة، ليس فيها طبيب نفسي لاستشارته، فهل هناك نصيحة من فضلكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Oum ayoub حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذه الفتاة، ونسأل الله أن يهديها إلى أحسن الأخلاق والأعمال، وأن يجلب لها السكينة والطمأنينة، وأن يحقق لنا ولكم ولها في طاعته الآمال.
لا شك أن قربك من الفتاة في هذه المرحلة العمرية من الأمور المهمة، كما أن وجود الوالد في حياتها له آثر كبير، وعليه أرجو أن تقوموا بالآتي:
أولا: الدعاء لهذه الفتاة.
الأمر الثاني: ربطها بالله تبارك وتعالى من الصلاة، والتلاوة، والذكر، والإنابة لله تبارك وتعالى.
ثالثا: التركيز على ما فيها من إيجابيات، كجمالها وأدبها والآشياء الجميلة عندها.
رابعا: إدارة حوار مهم معها حتى تستخرجي ما عندها من مشاكل ومعاناة، وتفقد أحوالها، فلعلها تواجه بعض الصعوبات من زميلاتها أو مدرساتها أو ممن حولها، استكشاف هذه الأمور يحتاج إلى صراحة ووضوح وقرب.
كذلك أيضا ينبغي أن تعرفي الأمور التي تضايقها وتضطرها إلى شرب الدواء، من المهم أن تعرفوا المحتوى الذي تتابعه، من أين جاءت بهذه الأفكار، هل تتابع يا ترى أفلاما، هل تستخدم الجوال، ما الذي يحدث، من هن الصديقات اللاتي حولها؟ هذه كلها أمور ينبغي أن نحيط بها، ولن ننجح في هذا حتى تكوني الصديقة رقم واحد لها، اقتربي منها وحاوريها وشجعيها على البوح بما في نفسها، حاولي أن تعرفي لماذا تعاقب نفسها، ولماذا تريد أن تؤلم هذه النفس، من أين جاءت بمثل هذه الأفكار؟ وعندها إذا صارحتك نتمنى أن تتواصلي مع الموقع حتى نستطيع أن نضع سويا يدنا على موطن الخلل، عن الإشكال الفعلي الذي تريد لأجله أن تعاقب نفسها.
كذلك أيضا مسألة الطبيب النفسي فعلا من الأهمية بمكان، ولكن أنت الآن طبيبة رقم واحد، ودوركم كأسرة هو الدور الأساسي، نتمنى أن تفهمي منها التفاصيل التي أشرنا إليها، ثم تواصلي مع الموقع، فهو يوفر لكم الجانب النفسي أيضا، ويوفر لكم الجانب الاجتماعي والإرشادي والشرعي، عليه أرجو أن تديري معها حوارا مطولا، واطلبي منها أن تشاركك في كتابة استشارة حتى تجدوا الإجابة المناسبة.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.