السؤال
بالرغم من معرفتي بأدلة كثيرة على صحة النبوة، وأني لا زلت أبحث عن أدلة أكثر إلا أنه تأتيني وساوس كثيرة تحاول إقناعي بعكس ذلك، وأحيانا أشعر وكأنها تحاول إقناعي أني غير مسلم، فماذا أفعل حتى أتخلص من إزعاج هذه الوساوس؟
بالرغم من معرفتي بأدلة كثيرة على صحة النبوة، وأني لا زلت أبحث عن أدلة أكثر إلا أنه تأتيني وساوس كثيرة تحاول إقناعي بعكس ذلك، وأحيانا أشعر وكأنها تحاول إقناعي أني غير مسلم، فماذا أفعل حتى أتخلص من إزعاج هذه الوساوس؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.
أولا: نقول -أيها الحبيب-: فإن أدلة النبوة أو دلائل النبوة وصدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم واضحة بينة، وأوضح ما يدل على نبوته هذه المعجزة الدائمة والآية والبرهان الباقي وهو القرآن العظيم، القرآن موجود بين أيدينا، وقد سأل الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز سؤالا يثير الانتباه إلى الاكتفاء بهذا القرآن، كدليل على صحة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون} [العنكبوت: 51]، ففي إنزال هذا الكتاب كفاية في الدلالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا القرآن يتحدى في آيات كثيرة منه، فتحدى الناس أن يأتوا بمثله، والناس عاجزون عن الإتيان بمثله منذ أن نزل هذا القرآن إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة، فلم يستطع أحد أن يعارض هذا القرآن بمثله، فأي دلالة أوضح وأبين على صدق النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الدلالة؟!
ولا شك أنك قد وقفت على الاستدلال بهذا الدليل، وأوجه الاستدلال به، ولذلك نصيحتنا لك – أيها الحبيب – أن تعرض عن الاشتغال بهذه المباحث إذا كان الدافع إليها هو هذه الوساوس، وهذه الوساوس لا علاج لها أفضل وأنفع من الإعراض عنها بالكلية، وعدم الاهتمام بها، فإن تفاعلك معها يؤدي إلى ثباتها وقوتها في نفسك، فأعرض عنها تمام الإعراض، وهذه هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم، والجأ إلى الله تعالى واطلب منه الحماية من شر هذه الوساوس، وكلما داهمتك هذه الأفكار استعذ بالله، وأكثر من ذكر الله.
هذه هي الوصايا النبوية لمن ابتلي بشيء من الوساوس، وإذا سلكت هذا الطريق وصبرت عليه فإنك ستتخلص بإذن الله تعالى من إزعاج هذه الوساوس عنك، ونود أن نبشرك أيضا – أيها الحبيب – بأن هذه الوساوس لن تؤثر على دينك، فكراهتك لها وخوفك منها ورغبتك في التخلص منها؛ كل هذا يدل على وجود الإيمان في قلبك، فلا تحزن بسببها، بل أرشد بعض العلماء من ابتلي بالوساوس إلى أن يفرح، يفرح حين يتذكر أن الشيطان لجأ إلى الوسوسة حين ضعف عن إغوائه، وإذا شعر الشيطان بفرح هذا الإنسان المؤمن فإنه يزداد غما وينصرف عنه إلى غيره.
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيدك ويعينك على تناول وتعاطي هذا الدواء النبوي لهذه الوساوس، وأن يخلصك منها.