ما العلاج المناسب للتخلص من الرهاب الاجتماعي؟

0 40

السؤال

السلام عليكم.

عمري 44 سنة، أصبت في صغري بالخجل، واستمر معي حتى المراهقة، فكنت أشعر باهتزاز ورعشة في الرقبة وسرعة ضربات القلب واحمرار الوجه عند مواجهة الناس والتحدث معهم، وكنت لا أستطيع أن أفكر في المحتوى الحديث، وكنت أفكر أن الناس تراقبني، وتشعر بخوفي، فكانت الكلمات تخرج من فمي بصعوبة، مع أني أحب الناس، وأحب الاجتماع بهم جدا، وتحسنت حالتي مع الوقت.

الآن أنا مصاب بدرجة خفيفة عند مواجهة عائلتي، سواء أمي أو أخوتي أو أصدقائي، ومشكلتي عندما يطلب مني أثناء العمل (برزينتيشن) أمام عدد من الموظفين، مع العلم أني أكون طبيعيا لو أشرح لهم بلا مواجهة، لكن عند المواجهة تعتريني الأعراض التي ذكرتها، علما أني لا أعاني من السكر والضغط.

أحتاج إلى حبوب أخذها قبل المواجهة وعمل البرزينتيشن، حتى تضيع هذه الأعراض، وتساعدني أن لا أفكر في مراقبة الناس لي، أريد منكم وصف دواء فعال، ومقداره، ومدته، حتى أشفى من هذه الأعراض، وأيضا أريد معرفة متى أتوقف عن العلاج.

وجزاكم الله خيرا، وأنا من متابعيكم القدامى، وأسأل الله لكم الصحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا -يا أخي-، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

إن شاء الله مشكلتك بسيطة أكثر مما تتصور، وقبل أن نتحدث عن الدواء -كما تفضلت-، أنت لديك نوع من الرقابة الذاتية اللصيقة على وظائفك الجسدية والنفسية، وهذا طبعا يجعل درجة القلق أو الرهاب الاجتماعي الذي تعاني منه أكثر حدة، و-إن شاء الله تعالى- هذه الحالة حالة بسيطة جدا -أخي الكريم- كما ذكرت، وفيها شيء من قلق الأداء، والقلق مطلوب للإنسان حتى ينجح في أدائه، لكن طبعا إذا احتقن القلق أو زاد عن ما هو مطلوب تكون نتائجه عكسية.

قبل أن نتحدث عن الدواء، الدواء لا بد أن تحقر هذه الأعراض، ولا بد أن تدرك وبصورة قاطعة أن الأعراض التي تحس بها ليست كلها حقيقة، بل فيها مبالغة شديدة جدا، ولا أحد من الناس يراقبك ولا أحد من الناس ينظر إليك، وحتى موضوع الرعشة أو احمرار الوجه أو كل الذي يذكره الإخوة والأخوات أنه ليس حقيقيا، أو على الأقل إن وجد هو أقل كثير مما يتصوره الإنسان، قام أحد علماء النفس والسلوك بتصوير 20 شخصا كلهم كانوا يشتكون من أعراض شديدة جدا عند المواجهات الاجتماعية، بمعنى أنهم مصابون بما يعرف بالرهاب الاجتماعي، ووضع درجات لكل عرض، وبعد أن عرض عليهم الفيديوهات التي قام بتصويرها كانت أعراضهم أقل بكثير وكثير جدا عما كانوا يتحدثون عنه أو يتصورون، أخي: هذا دليل علمي قاطع بأن الحالة يجب أن لا تشغلك، يجب أن تحقر هذه المشاعر، ودائما ضع في وجدانك وخلدك أن الله تعالى قد كرمك، وأنك في حفظ الله ورعايته، وأن الناس سواسيه، وأنت لست بأقل من الآخرين، هكذا -يا أخي- تبنى المشاعر الإيجابية.

ويجب أن تكثر من المواجهات، وأفضل أنواع المواجهات هي التي يؤدي الإنسان من خلالها واجباته الاجتماعية والدينية، الصلاة مع الجماعة من أفضل وسائل علاج الرهاب الاجتماعي، هذا أمر مجرب، ومجرب المسجد مكان الأمان والاطمئنان، والإنسان يلتقي بالصحبة الطيبة، والصالحين، أيضا الواجبات الاجتماعية مثل الذهاب إلى الأعراس، تلبية الدعوات، زيارة المرضى، المشي في الجنائز، هذه كلها فيها خير كثير وعلاج أصيل، فلا تحرم نفسك منها، وأنا دائما حقيقة أتبع المدرسة ذات المنهج الإيجابي والذي يركز على تطبيق ما هو متاح في المجتمع، هذه الواجبات الاجتماعية هي أمر أصيل في حياتنا، ويحثنا عليه ديننا الكريم، فهو في ذات الوقت ذات فائدة علاجية كبيرة، فأرجو -يا أخي- أن تلجأ إلى أساليب المواجهة هذه.

الدواء؛ سأكتب لك دواء ليس عند اللزوم إنما دواء يساعدك في علاج هذه الحالة علاجا موفقا -إن شاء الله- ولفترة جيدة، الدواء يسمى السيرترالين هذا هو اسمه العلمي ويسمى تجاريا اللسترال أو الزوالفت، وفي مصر يوجد منتج محلي جيد اسمه المودابكس، تبدأ في تناول السيرترالين بجرعة 25 مليجراما، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 50 مليجراما، تتناول هذه الجرعة لمدة 10 أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميا، أي 50 مليجراما لمدة شهر، ثم حبتين يوميا لمدة شهرين، ثم حبة واحدة ويوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، هو دواء فاعل وسليم، أما الدواء الذي يمكن استعماله عند اللزوم فهو الاندرال بجرعة 20 مليجراما قبل النشاط الاجتماعي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات