السؤال
أنا شابة في بداية الـ 23، محجبة وأسعى بشدة للتعرف على ديني الحنيف وتطبيقه في حياتي اليومية، وأحس أن لي علاقة بيني وبين ربي فلا أريد أن يفسدها شيء.
لقد تعرفت إلى شاب منذ 4 أشهر، وهو شاب خلوق يصلي ويصوم ويزكي، وهو يتعامل معي بغاية الاحترام، ولقد أخبرني بحبه وأنا أيضا أحبه وأتمنى لو يكون هذا الحب في الحلال، أنا أخاف أن يكون هذا الحب إثما علينا، أرجو من حضرتكم النصح.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يحفظك، وأن يسدد خطاك، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فإنه (ليس للمتحابين مثل النكاح)، (والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، ولابد من الإسراع في تصحيح الأوضاع، قبل أن يتدخل الشيطان ويكون الخسران والضياع.
وأرجو أن تعرفوا أن الذي فرض الحجاب والصلاة والصيام، هو الذي حرم الخلوة بالأجنبية، ومنع كل ما يوصل إلى الحرام.
وقد أسعدني حرصك على عدم إفساد ما بينك وبين رب العباد، ونسأل الله أن يزيدك حرصا، وأن يبعد عنك السوء والكساد.
وإذا كان هذا الشاب صادقا في رغبته، فعليه أن يتقدم لطلب يديك رسميا، ويطلب من أهلك أن يسألوا عنه، ويتعرفوا على أسرته، ومن حقه أيضا أن يعرف عنك وعن أسرتك حتى تتعمق المعرفة وتتوثق الصلات، وفي ذلك التعارف خير لك وله، والرجال أعرف بالرجال.
وبعد أن تتم الخطبة الرسمية عليه أن يعجل بالزواج؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، ولا تبيح للخاطب أن يخلو بمخطوبته، أو يخرج بها وحدها، وليس من مصلحتكما التوسع في العلاقات العاطفية؛ لأن في ذلك مخالفات لهدي خير البرية، وللمعاصي آثار على النفس والذرية، وهم الشيطان أن يحزن الذين آمنوا، وأن يصدهم عن الطرق المرضية.
فاتقي الله في نفسك وفي سمعة أهلك، واعلمي أن الله يستر على الإنسان، فإذا لبس للمعاصي لبوسها، هتك ستره وفضحه، وأرجو أن يتقدم هذا الشاب رسميا أو يبتعد عنك كليا، واعلمي أن حرصك على عفتك، يرفع من قيمتك عند ربك، ثم عند أهلك وفي نفس خطيبك.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه!
والله ولي التوفيق والسداد!