السؤال
السلام عليكم.
مخطوبة من رجل بعمر ٤٠ سنة، وأنا بعمر ٢٥ سنة، هو متزوج وعنده أولاد لكنه غير موفق مع زوجته.
أنا بنت لم أتزوج بعد، ورضيت به عن رضا، وبه المواصفات التي أريدها فيمن سأتزوج، إلا أنه متزوج، ولديه أولاد.
فكرت في النقطة ووجدت أنه يمكن التغلب عليها بعقلي وثقتي بأنه لن يظلمني، نحن في التجهيزات قبل الزواج، أهلي وافقوا على خطبتي ثم رفضوا، لكني متمسكة به وهو متمسك بي إلى الآن، فوجئت بنفسي أني الآن خائفة من هذه الخطوة لكنني أريدها، لكني خائفة, هل قرار الزواج به قرار عادل بالنسبة إلي أم أني سأظلم نفسي؟ أخاف أن لا أكون سعيدة.
أنا مقتنعة به وقلبي قابل له، لكن مررت بظروف جعلتني مضطربة فكريا, جعلتني أفكر في الزواج أن هدفنا منه رضا الله، وسيأجرنا الله عليه، النتيجة التي وصلت إليها من التفكير جعلتني أفقد الحماس؛ وهذا يؤلمني نفسيا أن أفقد الشغف.
إذا نظرت إلى من يريده قلبي سأختاره هو، لكني الآن فوجئت أني بدأت أقارن نفسي بمن تتزوج بمن في مثل عمرها وهو غير متزوج، لا أعلم هل تفكيري صحيح أم لا؟
خطيبى رجل يعرف المسئولية وأقدر أن أعتمد عليه، هو يحس الآن أني خائفة من نتيجة حياتي معه، ولكنه متمسك بي، ولم يتخل عني، خاصة وأني حساسة، هل أكمل وعدي له ومشواري معه؟
علما بأنه يوجد شاب في مستوى عمري يحبني ولكن أنا لا أحبه، ولم أشعر معه بميل أو رغبة في الزواج، وقد تقدم إلي لكني لم أجد القبول فرفضته، ولكنه ينتظرني، وسبب المقارنة هو أني خائفة أني بعد الزواج من خطيبي أشعر بالنقص لأني لم أتزوج برجل لي وحدي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آيات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
لا شك أن الأولى بإكمال المشوار معه هو من وجدت معه الارتياح والانشراح، وجاءك الإحساس معه بالأمان، واعلمي أن الحب لا يعترف بفوارق الأعمار، وهذا مقدم على من وجدت منه النفور ورفض حتى لو كان عمره أنسب، فالمرأة تختار الرجل الذي تجد معه الارتياح والانشراح والأمان، ويشاركها في الارتياح والانشراح والرغبة في إسعادها، والدليل على هذا هو هذا الإصرار منه.
لن يضرك أن يكون متزوجا بواحدة أو باثنتين طالما وجد هذا الحب، والمرأة الناجحة تقبل بهذه القسمة وتختار، فاليوم الذي يكون عند الزوجة الثانية تقوم ببناء نفسها إيمانيا وعلميا ومهاريا، وتطور قدراتها، وتتفرغ في المستقبل لتربية أبنائها.
عليه أرجو أن تكملي هذا المشوار طالما كان الأمر كما ذكرت، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا السعادة ولا يريد لنا الخير. واعلمي أن رأي الأسرة والموافقة التي حصلت في البداية هي التي ينبغي أن نبني عليها، وإلا ما يحدث بعد ذلك من توترات وتغيرات؛ فالشيطان له مدخل في كل هذه الأمور، فتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا السعادة.
هذا ما نراه، أن تكملي مع من يريده قلبك، من اخترته، من رضيت به، من تشعرين معه بالأمان، هذا أولى من غيره في إكمال المشوار معه في مشروع الزواج، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق، ونؤكد على أهمية أن تطوي صفحات الشاب الآخر إذا دخلت هذه الحياة، وإذا أقبلت على هذا الرجل عليك نسيان الأول، حتى لا تعطي للشيطان مجالا، ولا تقولي (لو كان كذا لكان كذا) ولكن المؤمنة تقول : (قدر الله وما شاء فعل، قدر الله وما شاء فعل) فإن (لو) تفتح عمل الشيطان.
أكرر: الحب لا يعترف بفوارق الأعمار، ومن وجدت معه الارتياح والانشراح عليك أن تقبلي به، ولا مانع من أن تستخيري وتشاوري العقلاء، وأنت في النهاية صاحبة القرار، لكن نحن نشير عليك بما مضى، من ضرورة وأهمية الإقبال على هذا الذي أقبل عليك، وسيعود لك الشغف والرغبة في الإكمال بمجرد تغيير هذه المفاهيم السالبة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.