الموت يلاحقني فلم أعد أجد حلاوة الحياة.

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ مدة من الشعور بقرب أجلي، وأربط كل شيء بالموت، ولكن الذي يمرضني أكثر هو كلما خرجت من المنزل أصادف سيارة نقل الأموات، في المسجد خطبة عن الموت، صرت لا أنام، وإذا نمت وأنا أستمع القرآن أصحو على آيات الموت، فهل كلها صدف أم علامات قرب أجلي؟ والله أنني في عذاب لا يتصور فلم أعد أجد حلاوة الحياة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أيها الابن الكريم والأخ الفاضل، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك ممن طال عمره وحسن عمله، وأرجو أن تعلم أن القضية ليس أن يموت الإنسان ولكن القضية على أي خاتمة ستمضي، ولذلك أرجو أن تجعل من تذكارك للموت دافعا لك لعمل الصالحات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يطيل عمرك في طاعته.

وأرجو أن لا تقف أمام هذه الوساوس، فتذكر الموت مطلب شرعي، أكثروا من ذكر هادم اللذات، وتذكر الموت ظاهرة صحية للمؤمن، لأنه يتذكر الموت فيصلي، يتذكر الموت فيصوم، يتذكر الموت فيرد حقوق الناس إلى الناس ولا يظلم الناس وهذا هو باب السعادة الأعظم، وأرجو أن تعلم أن الآجال بيد الله تبارك وتعالى، وأن هذا الذي يحدث ينبغي أن لا تقف عنده طويلا، والإنسان أحيانا هناك جانب نفسي وبعد نفسي إذا تهيأ لمثل هذا الآن سوف أشاهد هذا، الآن ستأتي سيارة جنائز، واعلم أن سيارات الجنائز تمر على الناس جميعا، وأن آيات الموت تمر على القراء جميعا وعلى أئمة المساجد فلماذا لا تأتيهم الحالة التي عندك، نحن نريد أن تستفيد من هذا الوضع بالقدر المعقول، لأن تذكر الموت ظاهرة صحية.

المؤمن يتذكر الموت فيجدد توبته، يجدد عزمه، يكثر من الحسنات، والذي لا يستفيد من ذكر الموت هو المقصر، والذي لا يريد هو الفاسق والكافر عياذا بالله، واعلم أن هذه الدنيا هي سجن المؤمن، المؤمن ما ينتظره عند الله أعظم وأكبر، إذا أرجو أن لا تقف طويلا أمام هذه الوساوس، وأعلم يقينا أنك إذا حولت تذكر الموت إلى أعمال صالحة سيتركك الشيطان، وسيسحب هذه الوساوس الزائدة، لأن هم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، فإذا علم أنك كل ما رأيت جنازة ستستغفر كلما وقفت عند آية موت سوف تسأل الله حسن الخاتمة سيتركك هذا العدو، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أيضا أن نكون ممن يتذكر الوقوف بين يدي الله ويتذكر الموت ثم يجتهد في الأعمال الصالحة، ونسأل الله لنا ولك حسن الختام.

مواد ذات صلة

الاستشارات