السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى أن تكونوا بخير، وأتمنى أن تجيبوا على سؤالي، ولكم جزيل الشكر.
لا أعرف حتى ماذا أقول، أنا حاليا أدرس في الجامعة السنة الثانية حقوق درجاتي عموما متوسطة وضعيفة، ولا أستطيع أن أراجع بشكل جيد، أنظم وقتي ولكن لا ألتزم به، وأشعر بالملل من الدراسة، وأشعر أنني أضعت 12 سنة بلا معنى، والإجازة بميزة مقبول لن تنفعني، وأنا خائف على مستقبلي.
أحيانا أقول لا يهم أصلا أنت لا تحب الدراسة، وأحيانا أخرى أندم على كلامي، وأندم لأنني لا أضغط على نفسي، وفي الفترات الأخيرة أصبحت أفكر كثيرا حتى عندما أصلي، وأشعر أحيانا بأنها وساوس والله أعلم.
عندما أقرأ القرآن في كل وقت عقلي دائما يفكر إما في الماضي أو المستقبل، وأحيانا أتحدث مع نفسي، وأتخيل أنني أتحدث مع الشخص الذي أفكر به أستاذ أو أحد أصدقائي، ولا أستطيع النوم في الليل أضع رأسي على الوسادة في وقت مبكر أحيانا ولكن لا أنام؛ بسبب التفكير، وأحاول أن أتوقف ولكن لا أستطيع أفكر طيلة الليل بعينين مغمضتين، وعندما أصلي أو أقرأ القرآن تأتيني تلك أحاول أن أركز ولكن أفشل، ومثلا في أحد الأيام عصيت الله، وعندما أسجد وأدعو أسمع أفكاري تقول تدعوه وأنت عصيته بالأمس ألا تستحي من نفسك، والكثير من الأفكار المشابهة، وأحيانا أشعر أنني فقدت اليقين بالله، ولم أعد أشعر بلذة الإيمان، مع العلم أنني مواظب على الصلاة وقراءة القرآن يوميا.
أعلم أنني لم أشرح مشكلتي بشكل واضح، وأنا آسف على هذا؛ لأنني والله لا أعلم لما أنا هكذا، أستسمح لأنني أطلت عليكم.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جامع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونوصيك بالاستمرار على الصلاة والتلاوة وطاعة الكبير المتعال، وتعوذ بالله من شيطان لا يريد لنا الخير، وهم هذا العدو أن يحزن أهل الإيمان، وتعوذ بالله من شره ثم تعوذ بالله من العجز والكسل، فإن العجز نقص في التخطيط والكسل نقص في التنفيذ.
واعلم أن الإنسان ينبغي أن يضاعف المجهود، والعبرة في الدراسة ليس بطول المدة التي يقرأها الإنسان، ولكن بتنظيم الوقت، كما نتمنى ألا تتمادى مع هذه الوساوس التي تريد أن تخرجك مما فيه الفائدة، ولذلك ينبغي أن تقطع تواترها وتحرص دائما على أن تفكر بطريقة إيجابية، وحاول أن تحافظ على أذكار المساء والصباح، واعرض نفسك على راقي شرعي يقيم الرقية الشرعية وفق قواعدها المرعية، ودائما صادق الأخيار واطلب دعاء الوالدين، وتوكل على الله تبارك وتعالى في أمرك كله.
واعلم أن النجاح بيدي الفتاح، لكن على الإنسان أن يبذل الأسباب أولا ثم يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى، ومن أهم الأسباب التي ينبغي أن تبذلها تنظيم جدول الدراسة، والاستمرار على هذا التنظيم، واعلم أنك قد لا تنجح من البداية لكن شجع نفسك، فإذا نجحت بنسبة 20% وشكرت الله تصبح 50 ثم شكرت الله تصبح 70 و80 حتى تبلغ أعلى درجات الاجتهاد، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
أما بالنسبة للتفكير فعندما تأتي هذه الأفكار ننصحك بذكر الله تبارك وتعالى والحرص على أذكار النوم، فإن الشيطان إذا وجدك تذكر الله تبارك وتعالى اجتهد في أن يجعلك تنام، ثم إذا نمت على نية فأنت ذاكر لله تبارك وتعالى، فلا تنوي إلا الخير وافعل الخير، وإذا عصيت الله تبارك وتعالى فعجل بالتوبة، فإن التوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا أخلص الإنسان في توبته وصدق في أوبته ورجوعه إلى الله وقف عن المعصية، ندم على فعلها، عزم على عدم العودة، إن كان فيها حقوق للناس رد الحقوق إلى أصحابها، فليس في الأمر مجرد مغفرة، بل نبشرك بأن الله يبدل سيئات التائبين إلى حسنات، فثق بالله وتوكل عليه، وتعوذ بالله من شيطان لا يريد لك الخير، ولا تتمادى مع هذه الوساوس إنما انتهي وتعوذ بالله من الشيطان، قل آمنت بالله تبارك وتعالى ثم انصرف إلى أمر جاد وكن قريبا من والديك وتجنب الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، والأمر بتوفيق الله فأكثر من الدعاء واللجوء إليه، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، والمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته.