السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سبق أن أرسلت لكم استشارة حول وضع ابني الصحي، حيث إنه كان يخاف من ركوب المواصلات والاختلاط بالناس؛ بسبب شعوره أنهم يرسلون إليه رسائل، ولديه القدرة على إرسال رسائل لهم، والقدرة على التحكم في ذلك مع تدفق الأفكار لدية، وعدم القدرة على التحكم في تلك الأفكار، وأمضى أكثر من 6 أشهر على استخدام (Zayprea olezapine)، وقد رفع الطبيب نسبة العلاج إلى (30 ملم) يوميا، وقد ظهر تحسن ملحوظ على حالته، وبدأ يعود للحياة والعمل نوعا ما، فهل سوف يستمر على هذا العلاج، خاصة أن وزنه قد زاد مع شهية الطعام، ولكن لا يريد العودة للمدرسة، حيث يقول: إنه لا يستطيع حتى يشفى كليا.
مع العلم أن سبب تلك الحالة كما سبق أن ذكرت لكم هي تدخين الماريجوانا مدة سنة ونصف، وتعرضه للسجن مدة بسيطة، ولكنها تفاقمت بعد السجن.
أرجو إفادتي حول تطور الحالة؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لابنك الشفاء، والشعور الذي ينتابه هو يدل على أنه مصاب بالفعل بحالة نفسية، ويعتبر الزبركسا من أفضل الأدوية في علاجها، وكما ذكرت فإن التحسن قد ظهر على حالته، وهذا شيء طيب ولله الحمد والمنة، وبجانب العلاج الدوائي لابد أن تسعى لتأهيله، وهذا التأهيل يكون بتشجيعه للذهاب إلى الدراسة أو الالتحاق بعمل بسيط يناسبه، وعليك ألا تيأس أبدا، فربما تجد منه نوعا من المقاومة أو فقدان الرغبة؛ لأن واحدا من أعراض هذا المرض هو أنه يفقد الإنسان الرغبة والطموح، ولكن بتشجيع الإنسان ودفعه يمكن أن يتم التغلب على هذه الإعاقة.
أتفق معك تماما أن الزبركسا يؤدي إلى زيادة في الوزن، خاصة أن ابننا يتناول جرعة كبيرة بعض الشيء وهي (30 مليجرام)، وأعتقد أنه لن يحتاج أن يستمر على هذه الجرعة لفترة طويلة، فربما يقوم الطبيب إن شاء الله بتخفيضها، ولكن لابد له قطعا أن يستمر على الدواء لمدة طويلة، أي: على الجرعة الوقائية من هذا الدواء.
توجد أدوية أخرى تعالج مثل هذه الحالة، وهي لا تسبب زيادة كبيرة في الوزن، ولكن ما زلنا نعتقد أن الزبركسا من أفضل العلاجات، فأرجو أن يستمر عليه، والشيء الذي أود أن أنبه له هو أن زيادة الوزن غالبا ما تكون في الشهور الأولى لتناول العلاج، بعدها يمكن أن يتوقف الوزن عن الزيادة، أو حتى يمكن أن ينقص الوزن إذا التزم المريض بالإرشادات المتعلقة بتناول الطعام وكذلك ممارسة الرياضة، فأرجو أن تشجع ابنك على ذلك.
لا شك أن تدخين الماريجوانا شيء مؤسف جدا، وأرجو ألا يعود ابنك له أبدا، وهنالك علاقة وثيقة بين المرض الذي أصابه وتدخين الماريجوانا، وهذه العلاقة تحدث بأن يصيب المرض الإنسان الذي لديه الاستعداد أصلا إذا تعاطى الماريجوانا، فأرجو أن يبتعد ابنك عنها تماما، ونسأل الله له العافية.
وبالله التوفيق.