بسبب أهلي أصبحت فاشلة، ماذا أفعل؟

0 36

السؤال

السلام عليكم..

كنت مجتهدة جدا في دراستي، وكل درجاتي كاملة، ولا آخذ درجة أقل من 95 ، كان أهلي يفتخرون بي، ولكن أحسست بشعور غريب أنهم فقط يسألونني عن دراستي، ولا يتحدثون معي بشيء آخر، فقط كم حصلت على درجة في هذه المادة، وإذا أخذت درجة قليلة يقولون لي فاشلة، لا أحد يهتم بي عندما أتحدث معهم عن شيء، يقولون لي لماذا لم تدرسي؟

درجاتي أصبحت متدنية، مرت أيام وأنا لم آكل، ولم يلاحظ أحد، لم يعد لدي طموح، أنا أصلي كل يوم وأدعو ربي، ولا أعرف لماذا في بعض الأحيان أؤذي نفسي، أعلم أن هذا خطأ، ولكنها أصبحت عادة.

لا أريد الانتحار؛ لأن حياتي في الدنيا سيئة، وفي الآخرة ستصبح أسوأ إذا فعلت هذا.

لا أعلم ماذا أفعل؟ ليس لدي صديقات؛ لأنني أتنقل من مدرسة إلى أخرى، ولا يسألونني عن رأيي في هذا هل أريد أن أنتقل؟ لم يفعل أحد هذا، أنا فقط أتبع ما يقولون لي.

كان لدي صديقة واحدة، ولكن يقولون لي أنها تلهيني عن دراستي، أنا أكره الدراسة، والآن هذه السنة لم أدرس أي شيء، فقط في يوم الامتحان لأنجح فحسب، ماذا أفعل؟

لقد بحثت في جميع أنواع النصائح ولم يفدني أي شيء، أنا حقا فاشلة كما قالوا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.

لا أدري لماذا أشعر بأنك فتاة ناجحة -يا ابنتي- فأنت درجاتك كانت قوية، ووصلت إلى 95٪ وهو مستوى الأوائل، ومستوى الطالبات المتميزات.. فهل نقول عنك بأنك فاشلة!

طبعا، لا! وإنما حصل معك نوع من التراجع الدراسي بسبب تدهور وضعك النفسي، فأنت فتاة في مقتبل العمر، وفي مرحلة مراهقة وهي مرحلة تتسم بزيادة الحساسية من كل شيء، لذلك أثرت فيك كلمات من حولك بأنك (فاشلة) فالتقط دماغك هذا الوصف وطبقه على نفسه، واعتبر نفسه آلة فاشلة لا تصلح للدراسة، هذه هي المشكلة فقط، وهي أن من حولك ليسو داعمين لك دراسيا، ورغم أن هذا الأمر يحز في النفس، ويسبب لك صداعا وإرهاقا نفسيا، فإنك ما زلت قوية، والدليل هو أنك لا زلت قادرة على النجاح واجتياز المواد رغم كل هذه الصعوبات، فأنت قوية حقا!

بينما أعرف فتيات في مثل سنك حصل لهم ما حصل لك ولكنهم تعثروا كثيرا، بينما أنت لا زلت صامدة؛ فهل هذا يعني أنك ضعيفة أو فاشلة؟!

نحن نثني على محافظتك على صلاتك، وقربك من الله تعالى ودعائك المستمر، ولعل هذا الخيط هو الحبل المتين الذي يجعلك تقاومين وتكافحين محاولات التعثر والسقوط، وهذه نعمة من الله تعالى أن دلك وعرفك على سبيله وطريقه.

نحن يؤلمنا أن تلجئي إلى إيذاء نفسك بسبب شعورك بالفشل وعدم دعم من حولك لك، ولكنك تعلمين تماما بأن الانتحار لا يجوز، وأنه يهلك صاحبه في الدنيا والآخرة، وتأكدي تماما -يا ابنتي- بأن الحياة مجرد محطات عبور، وهذه المحطات بعضها محطات مريحة، وبعضها محطات متعبة، وفي العادة ستجدين المسافرين يفرحون في المحطات المريحة، ولكنهم أيضا يصبرون على ألم المحطات المتعبة، ولا يخطر في بالهم بأن يلغوا السفر أو أن يتخلصوا من أنفسهم بالانتحار لأنهم تعبوا من السفر!

والمؤمن والمؤمنة دوما بين يسر وعسر ولن يغلب عسر يسرين كما أخبر بذلك النبي ﷺ، وأخبر أيضا بأن كل ما يصيبنا من متاعب إنما هي في الحقيقة خير لنا ولكننا لا نعلم هذا الخير فعن أبي يحيى صهيب بن سنان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم.

أما بخصوص الصديقات: فربما لم تحصل لك الفرصة المناسبة للعثور على صديقة جيدة، أو حصلت ولكن حالت دون ذلك ظروف معينة، من هذه الظروف ضغط الأهل عليك ظننا منهم أن هذا يؤثر على دراستك، وما علموا بأن ما حدث هو العكس!

لكن يمكنك أن تبحثي عن صديقات جدد في محيط صفك الدراسي، أو حتى من بنات العائلة في سنك، ومع الأيام سوف تجدين الكثير من الصديقات في حياتك، خاصة إذا تعلمت بعض المهارات الاجتماعية في التواصل مع الآخرين، وإنشاء علاقات صداقة إيجابية مع هذه الفتاة أو تلك.

أرجو أن تتذكري دوما بأنك (لست فاشلة)، وعليك أن تحدثي نفسك (بأنك ناجحة).

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات