السؤال
السلام عليكم.
متزوجة منذ ٨ سنوات ولدي طفل، قبل خمس سنوات بدأ زوجي بالتغير مع وجود علاقة طبيعية، سافر في عام 2016 لبلاد أوروبية، ولحقته بعد سنتين، أخبرني قبل سنة من الآن أنه يريد الانفصال وأنه غير سعيد في حياته وغير مرتاح، وينام وهو يبكي ولا يستطيع تقبلي والعيش معي، ولا يكن لي مشاعر الحب، مع وجود الاحترام والود بيننا، بالرغم من أنني فتاة أحسب نفسي من الجميلات شكلا وباطنا، وإنسانة هادئة وخلوقة ومطيعة، وليس عندي مهاترات وعناد، وهذا بشهادته هو قبل أي أحد.
افترقنا فترة في العلاقة وعاودنا الالتقاء، الحياة في بعض الأيام تكاد تكون طبيعية جدا، والعلاقة الزوجية ممتازة جدا، وتتم بكل أريحية ورضا من الطرفين، وفي بعض الأيام كان يمنعني من أن ألمس يده، وكانت هذه فترة اكتئاب، يقول لي فيها إنه يتمنى أن يصبغ الحيطان باللون الأسود، ولبسه دائما أسود، بحكم عمله الطويل على الانترنت، كنت أعتقد أنه يعاني من ضغط العمل واكتئابه، مع جو البلاد الأوروبية الرمادي، هو أيضا انطوائي بطبعه يعشق الوحدة، ولا يحب تحمل المسؤولية الكاملة، ولا زال مصرا على الانفصال، هل في ذلك مدعاة لمرض نفسي معين، أم أنه قد تستحيل الحياة معه ونمشي في طريق الانفصال؟ أجيبوني بالله عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك، وأن يرده إلى الحق والصواب.
نحن قطعا لا ننصح بالمسارعة في الانفصال في هذه الحياة، ونعتقد أن الزوج يحتاج إلى علاج يقابل فيه راقي شرعي، ويعرض فيه نفسه على طبيب نفسي، فإن الإشكال يحتاج إلى أن ينظر الطبيب في أمره، وكذلك مسألة الراقي الشرعي من الأهمية بمكان، ونحن بحاجة أن نعرف ونسأل عن مدى تدينه وطاعته لله تبارك وتعالى، ونريد أن ينقل لنا المشاعر والأشياء التي يشعر بها؛ لذلك نتمنى أيضا أن تشجعيه ليتواصل مع الموقع، ليكتب ما عنده، حتى نناقشه وننصحه، لأن بعض الرجال يقبل من إخوانه من الرجال، فكيف إذا كانوا متخصصين.
إذا عليك الإصرار على الاستمرار في الحياة، الدعاء لنفسك وله، وربطه بهذا الطفل الصغير، وعدم الاستعجال وعدم الاستجابة له في التفكير في الفراق، وزيادة النقاط الإيجابية، وتحمل المواقف التي تحدث، واحتواء الصعوبات، والتأقلم والتكيف مع الأوضاع الجديدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير.
نحن في انتظار تنفيذ هذه الخطوات، والصبر والإصرار على الحياة التي أنت فيها، مع تشجيع زوجك على التواصل؛ لعرض ما يشعر به، حتى نتمكن من المساعدة، وإذا لم يتواصل فاسأليه ثم اعرضي الأشياء التي يشعر بها والمخاوف التي تأتيه، وأسباب هذا البكاء -يعني التي تحصل له- إلى غير ذلك من الأمور التي تعيننا وتعينك على فهم ما يحدث، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.