أصاب بقلق واضطراب عندما يصمت من حولي يجعلني أتحدث بما في داخلي!

0 21

السؤال

السلام عليكم.

منذ 6 سنوات كانت أفكاري كلها سلبية؛ لأني شعرت بالظلم، ولكني وصل بي الأمر لاضطراب، كنت أعتقد بأني لا أفكر فيه، إلا أنه عندما يصمت من حولي أجدني أصاب بنوبة قلق تجعلني أتحدث بما في داخلي، ولكني كنت أشغل مسجل على الهاتف ولا أسمع صوتي فيه، ولكن نظرات من حولي حين يأتيني ذلك الشعور تأكد لي أنهم سمعوني، فبت أشك في حواسي وحياتي، أصبحت أعيش في جحيم.

مؤخرا بدأت أهدأ، ولكن أحيانا أظن أن هذا الاضطراب ما زال يلازمني، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الذي يظهر لي أنه لديك درجة من القلق النفسي، سببت لك ما تعانين منه من أعراض، والشعور بالظلم قد يكون شعورا صحيحا، وقد يكون شعورا مبالغا فيه. عموما الإنسان أفضل له أن يكون مظلوما وليس ظالما، ونستعيذ بالله تعالى من ألا نكون ظالمين ولا مظلومين.

هذه الأفكار التي تراودك يجب ألا تأخذيها كما هي، يجب أن تحاولي تحليلها، أن تفككي الفكرة إلى عدة جزئيات، وتبدئي في رصد ما هو خاطئ منها، هذا مهم جدا، أما إذا أخذت الفكرة ككتلة واحدة طبعا سيكون لها أثر سلبي كبير عليك، من حيث المزاج، ومن حيث المشاعر الوجدانية، والذي يظهر لي أنه لديك درجة مرتفعة نسبيا مما نسميه بيقظة نفسية ومراقبة الذات، وهذا يحدث لدى بعض الأخوة والأخوات الذين يعانون من القلق، ولا نعتبر ذلك مرضا، هي ظاهرة.

وأحد وسائل العلاج الجيدة -أيتها الفاضلة الكريمة- هو أن تكوني دائما إيجابية، أي فكرة سلبية تأتيك، أي فكرة تشاؤمية، أي فكرة غير منضبطة يجب أن تنظري إلى ما يقابلها من أفكار إيجابية، وتجعلي الأفكار الإيجابية هي التي تهيمن وتسيطر عليك.

أيضا تجنب الكتمان، والتعبير عن الذات أمر جميل جدا، وأنت الحمد لله تعملين في خدمة العملاء، ومن هذا الباب يمكن أن تقدمي مساعدة للكثير والكثير من الناس، ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه في الدنيا والآخرة، ومجرد خدمة الزبون بصورة جيدة وممتازة هي نوع من التنفيس النفسي، وهذا يتأتى عنه شعور إيجابي جدا، أو ما نسميه بـ (الشعور بالمردود الإيجابي).

حسن إدارة الوقت وتجنب السهر أيضا تزيل القلق والتوترات. كما أن ممارسة الرياضة كرياضة المشي مثلا، التواصل الاجتماعي الإيجابي، بر الوالدين، تطبيق بعض التمارين الاسترخائية ... كلها تؤدي إلى تطور عظيم في الصحة النفسية، فأرجو أن يكون لك نصيبا من هذا.

أنت ذكرت أنه يوجد تحسن، وهذا أمر جيد جدا، وأنا حقيقة لا أرى أن حالتك تتطلب أدوية كثيرة، ربما تناول دواء بسيط جدا مزيل للقلق وللتوترات ومحسن للمزاج سيكون جيدا بالنسبة لك، وهناك أدوية بسيطة مثل (موتيفال)، عقار (موتيفال) بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة شهرين سيكون جيدا ومفيدا بالنسبة لك، هو قليل الآثار الجانبية، في حالات نادرة ربما يؤدي إلى ارتفاع في هرمون يسمى (برولاكتين) أو يسمى (هرمون الحليب)، وهذا عندما يرتفع يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية عند النساء، لكن لا أعتقد أبدا أنه سوف يحدث شيء من هذا مع هذه الدورة الدوائية، لأنها صغيرة جدا. كما أن الدواء ليس مكلفا أبدا من الناحية الثمن.

أرجو أن تأخذي نصائحي هذه، وأنا أرى أنك إن شاء الله بخير، ولا تنظري للقلق كله كطاقة سلبية، القلق فيه الكثير من الإيجابية، لأن الذي لا يقلق لا ينجح أبدا، لكن كيف نوظف القلق؟ هو السؤال، وأنا أريدك أن توظفي قلقك هذا توظيفا إيجابيا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات