لست سعيدة بحياتي ولا أستطيع إنجاز أي شيء، فما الحل؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

كنت أتناول Lustral 50 لعدة سنوات لعلاج القلق وأعراض اكتئابية، وسوء الحالة المزاجية وبداية وسواس، لا أنكر أن مزاجي يتحسن كثيرا بالدواء، لكن أصبح لدي حالة إنكار أن أعيش بالدواء طوال حياتي، فأصبحت أهمل في الجرعات، منذ سنتين قللت الجرعة بدون الرجوع للطبيب، وأحيانا أتوقف عن الدواء تماما فترة، وسرعان ما أنتكس ثم أعود إليه.

أرجو مساعدتي، هل أعود إليه؟ وما هي الجرعة السليمة؟ أم أنه أصبح غير فعال بالنسبة لي فأتناول نوع آخر؟

أنا لست سعيدة بحياتي، أريد أن أتعلم كيف أرتب حياتي، فلا طاقة لي على فعل أي شيء، وعندي كسل، أريد أن أفعل الكثير لكن دوافعي غير قوية لينتهي الموضوع بعدم فعل أي شيء.

أشعر أن عمري يضيع بلا شيء يذكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ S N حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب -بالأخت الفاضلة- ونشكرك على التواصل معنا مجددا عبر الشبكة الإسلامية.

واضح من سؤالك هذا أنك وصفت بعض الأعراض الاكتئابية والتي ربما امتزجت باضطراب المزاج وبعض الوسواس، وأعتقد أنك تقصدين أفكار وسواسية تراود ذهنك رغما عنك دون إرادة منك وهي أفكار مزعجة، وهذا بطبيعته وصف دقيق للأفكار الوسواسية.

وتذكرين في رسالتك أنك عانيت من هذا الوضع فترة طويلة ولكن الملاحظ أيضا كما أنت تدركين هذا أن عدم الاستمرار بالدواء لا يحسن الوضع وإنما ربما ليس فقط يجعل الحالة تنتكس وإنما ربما تزداد سواء، فالذي ينصح به عادة في هذه الحالات أن يعتمد الإنسان على أخذ دواء ويستمر عليه دون انقطاع وليس مدى الحياة كما تتخوفين، ولكن حتى تنتهي هذه الحالة، وبعد أن تشعري بالتحسن الذي يستمر عدة أشهر ربما بعدها بالتشاور مع الطبيب المعالج يمكن تخفيف الجرعة رويدا رويدا ثم إيقاف الدواء، وبإذن الله تعالى لا تحتاجين للعودة إليه مجددا.

ولكن إن ظهرت الأعراض مجددا فهذا ليس دليلا على الإدمان أو الاعتياد على هذا الدواء وإنما دليل على أن الحالة مازالت لم تشف بالشكل الكامل، لذلك أنصحك بالمتابعة مع طبيبك أو بالعودة إلى لسترال 50 مليجرام يوميا ولكن دون انقطاع وأن تستمري عليه بشكل يومي، ونحن نتحدث عن 6 إلى 9 أشهر باستمرار، هذا مما يمكن أن يثبت عندك التحسن الذي وجدته في فترة من الفترات في تحسن مزاجك.

أما موضوع التسويف والتأجيل والتراخي وعدم الرغبة بفعل شيئا فهنا النقطة الأولى ربما هذا هو نفسه أحد أعراض الاكتئاب، حيث يشعر المصاب بالاكتئاب بعدم رغبته في فعل أي شيء، وقد يبدأ بعمل ولا يكمله.

النقطة الثانية: هي أن هذه مشكلة كثير من الناس وربما في بعض الأحيان ليس لها علاقة بالاكتئاب، وإنما من باب التسويف والتأجيل والتراخي، لذلك أنصحك أولا: أن تركزي على علاج الاكتئاب، ثم بعد شهر أو شهرين تعيدين النظر في ترتيب أولويات حياتك ما هو المهم وما هم الأهم، ولا بد أن يترافق كل هذا بممارسة الهوايات المفيدة ومنها الرياضة كحد أدنى المشي، والحفاظ على ساعات نوم مناسبة، والتغذية الصحية.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والسلامة.

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات