أعاني من مشاكل نفسية تزداد بعد تناول الطعام.

0 39

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت أعاني من القولون العصبي، وكنت أعاني من كسل بشكل لا يوصف، عجز وتعب نفسي، أفكار إلحادية ووسواس في وجود الله منذ عشر سنوات تقريبا.

بعدها بدأت مشاكل القولون، وتبلد في الجسد، ولا أتحرك نهائيا.

ذهبت إلى الطبيب، فأعطاني فلوكستين، وتحسنت نوعا ما، وتركت العلاج، والآن رجعت لي نفس الحالة، لكن أفكار الانتحار أتعبتني، أريد أن أتخلص من الحياة، متعب جسديا ونفسيا، ولا أعمل أي شيء، متخلف في كل شيء، حتى نفسي أهملتها، لا صلاة، لا دراسة، الخ.

راجعت الأطباء، وآخر طبيب قال لي: عندك ثنائي القطب واكتئاب ووسواس قهري.

أنا الآن أستخدم لايمكتال 100، وفلوكستين 20 حبة واحدة يوميا، وقد مضى علي 15 يوما تقريبا، ونفس الحالة، كما أن فكرة الانتحار تلازمني، وكذلك التعب الجسدي والنفسي.

وما يزيد الأمر حيرة عندي هو ازدياد الحالة بعد الأكل وتهيج الأمعاء الغليظة، والقولون، فما عدت أعرف شيئا، ماذا أفعل؟

أتمنى نصحكم وإرشادكم.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك -أخي- في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

بادئ ذي بدء أقول لك:

إن الحياة طيبة والدنيا بخير أكثر مما تتصور، وهذا الفكر القبيح الذي تحدثت عنه وهو الفكر الانتحاري، يجب أن لا يكون له أي مجال في مخيلتك، فأنت شاب، مسلم، والحياة أمامك إن شاء الله تعالى طيبة، هذه العسرات التي تقابلنا في حياتنا إن كانت أعراض نفسية وخلافه توجد الآن الوسائل الطيبة جدا التي يمكن من خلالها أن يعالج الإنسان هذه الحالات، ولا يمكن للإنسان أن يحل مشكلة بمشكلة أفظع منها.

أقدم على الحياة بكل إيجابية أخي، وكن مع أصدقاءك الخيرين من الشباب، تفاعل إيجابيا في أسرتك، وأنا أقول لك أن الوساوس يمكن القضاء عليها، أنت بالفعل تعايشت مع الوسواس لفترة طويلة، لكن الأمل بأن يقضى عليها من خلال العلاج موجود الآن.

أنت ذكرت أن الطبيب ذكر لك أنه لديك ثنائية القطبية، وطبعا هذا تشخيص أساسي حقيقة، وأنا لا بد أن أحترم رأي الطبيب، لكن لا أرى مؤشرات تشير إلى ذلك، كل الذي لديك هو وسواس قهرية مع أحادية القطبية في المزاج أي شعور اكتئابي.

عموما أنا أقول لك من ناحية الأدوية:
ارفع الفلوكستين، اجعله 40 مليجراما، حيث أنه دواء ممتاز جدا لتحسين المزاج وعلاج الوسواس، واستمر على اللاميكتال كما هو، وإن شاء الله تعالى بعد أن تبدأ الفعالية الدوائية من خلال اكتمال البناء الكيميائي الصحيح سوف يبدأ التحسن بحول الله وقوته، وطبعا سوف تراجع مع طبيبك، المتابعة مهمة جدا، الطب متابعة وهذا عمل ضروري.

أما بالنسبة للأفكار الوسواسية: فالأفكار الوسواسية حول الذات الإلهية كثيرة، وقد أصابت أفضل القرون، اشتكى أناس من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم منها، والرسول صلى الله عليه وسلم قد طمأنهم بأن يقول الإنسان: آمنت بالله وينتهي، لا تحاورها، لا تناقشها، بل يجب أن تحقرها وأن تتجاهلها، وبناء على هذه القاعدة العلاجية والعلمية الإسلامية الرصينة نقول أن هنالك علاجات سلوكية مهمة جدا، يمكن أن أذكر لك بعضها باختصار وهي مفيدة جدا.

أولا: قم بما نسميه بالتحليل الوسواسي، اكتب كل هذه الوساوس أمامك في ورقة، ابدأ بأقلها شدة ثم انتهي بأشدها، وقم بتطبيق ثلاث تمارين على كل فكرة، وطبعا هذه التمارين تطبقها وأنت في مكان هادئ في الغرفة، والجلسة العلاجية على الأقل يجب أن تستغرق 20 دقيقة، ويا حبذا لو كانت مرتين في اليوم.

التطبيق الأول هو: أن تتأمل قليلا في الفكرة الوسواسية دون أن تشرحها أو تفصلها أو تحللها أو تخضعها للمنطق، تأمل فيها قليلا ثم قل توقفي توقفي توقفي كأنك تخاطب عدوا أمامك، أنت فكرة حقيرة، أنت فكرة وسواسية، أنت تحت قدمي، وهكذا، تكرر هذا لهذا لمدة دقيقتين، ثم تطبق التمارين الثاني على هذا الوسواس.

والتمرين الثاني: يسمى صرف الانتباه، وببساطة هو أن تأتي بفكرة مخالفة للفكرة الوسواسية، فكرة أكثر نفعا وجمالا، تأمل يا أخي في التنفس لديك، كيف أن الأوكسجين يدخل في الجسم عن طريق الرئتين، وكيف أنه يجدد طاقاتنا، وكيف تتسع الرئتين، ثم قم بعد التنفس لديك لمدة دقيقتين هذا فيه صرف انتباه ممتاز جدا.

التمرين الثالث: نسميه التنفير، قم بإدخال شيء مؤلم على النفس، وطابقه مع الفكرة الوسواسية، مثلا استجلب الفكرة الوسواسية، وفي ذات الوقت قم بشم رائحة كريهة أو قم مثلا بالضرب على يدك على جسم صلب كسطح الطاولة مثلا، اضرب بقوة حتى تحس بالألم وفي ذات الوقت تأتي بالفكرة الوسواسية، تكرر هذا التمرين عدة مرات صباح ومساء، هذه تمارين ممتازة جدا أرجو أن تطبقها وسوف تستفيد منها.. وبارك الله فيك.. وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات