السؤال
السلام عليكم.
أنا جامعية، جميلة (الجميع يقول هذا)، مهندمة دائما في البيت أو الخارج، مثقفة، واسعة الاطلاع، أسلوبي جميل في الكلام وأجذب الجميع، ملتزمة إلى حد ما، أرتدي النقاب وأذهب لدار تحفيظ، ودرست التجويد وأدرس عدة دورات على الإنترنت.
كلما ذهبت إلى مناسبة أحضرت لي إحداهن -عريسا- وبالفعل تقدم لي كثير من الرجال، ولكن أنا أخاف بل أموت رعبا من الزواج.
أنا لدي عيوب كثيرة بجسدي تشعرني بأني قبيحة لا أستطيع تقبلها، وأخاف كثيرا أن أتعرض للانفصال بسببها، وقد رأيت استشارات لأزواج يكرهون زوجاتهن بسبب مشاكل مثل التي أعاني منها، وحدوث حالات طلاق، وبالفعل بسببها زاد قلقي وكرهي للزواج.
أعاني من الشعرانية بدرجة كبيرة جدا، وكلما أزلته فسرعان ما ينمو، وكذلك تظهر حبوب حمراء مكانه، علما بأن دورتي منتظمة لكن أعاني من PMS متلازمة ما قبل الحيض، أيضا لدي اسمرار في مناطق من جسدي، الرقبة والركب والمنطقة الحساسة، ولدي ترهل بالثدي، وحبوب كثيرة أعلى الذراعين منذ الصغر، أصبحت أقل حجما عندما خسرت وزني.
ما ذا أفعل؟ أنا حقا أتوق لبناء أسرة دافئة وتنشئة أطفال أسوياء صالحين، وأن أكون زوجة داعمة لزوجي، لكن هذا يبدو كحلم لن يتحقق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لم تذكري لنا وزنك -حفظك الله- ولكن الشعرانية أو وجود شعر في بعض المناطق من الجسم، بالإضافة إلى وجود حب الشباب -خصوصا في الكتفين- فيه إشارة إلى ارتفاع مستوى هرمون الذكورة، وهو أمر يحدث في حال تكيس المبايض وعدم مقدرة البويضات على الخروج من تحت جدار المبايض السميكة، وبالتالي يقل مستوى هرمون بروجيستيرون، وهناك سبب آخر للشعرانية، وهو وجود نشاط زائد في الغدة فوق الكلية أو الغدة الكظرية Congenital adrenal hyperplasia وهو نشاط وراثي ينتج عنه ارتفاع هرمون الذكورة.
لمعرفة سبب ارتفاع هرمون الذكورة ولمعرفة مستوى باقي الهرمونات يجب عمل تحاليل ثاني يوم من الدورة وهي DHEA -- FSH - LH -- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم ال21 من بداية الدورة، مع ضرورة إجراء سونار على الرحم والمبايض وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.
أصبح العلاج الظاهري للشعر متاحا للجسم كله، من خلال عمل جلسات ليزر عند طبيبة جلدية، ولا قلق من هذه الناحية، مع أهمية العمل على إنقاص الوزن (في حال زيادته) من خلال حمية الصيام المتقطع (العشاء في السابعة مساء والإفطار في العاشرة صباحا) مع الوصول في الطعام إلى نسبة صفر من السكر، أي التوقف تماما عن تناول طعام أو شراب يحتوي على سكر، والإقلال تماما من تناول المخبوزات والمكرونة، لكي يحصل الجسم على الطاقة من المخزون الدهني فيقل الوزن.
للتخلص من البقع الداكنة في الجسم يمكنك عمل خليط من لحاء نبات الصبار مع خميرة الخبز مع الكركم والليمون والعسل، ملعقتين من كل صنف ومزجها جيدا وعمل قناع على كل الأماكن الداكنة في الجسم لمدة ساعة، ثم شطفها وتكرار ذلك كلما سنحت الفرصة حتى لو مرتين في اليوم، وستجدين نتيجة جيدة إن شاء الله.
هناك برنامج علاجي وغذائي لمدة 6 شهور للتعامل مع مشكلة الشعرانية، يشمل علاج ظاهريا للشعر كما قلنا من خلال جلسات الليزر في أحد مراكز الجلدية المتخصصة، والعلاج من خلال إنقاص الوزن (ممارسة الرياضة وحمية خالية من السكر والنشويات) مع تناول حبوب منع الحمل ذات الهرمونين، وهي حبوب تناسب الفتيات غير المتزوجات، حيث تساعد في وقف التكيس وفي علاج الأكياس الوظيفية في المبايض، ومدة تناول تلك الحبوب لا تقل عن 6 شهور، وهي المدة الكافية لإنقاص الوزن.
كذلك من الأدوية المهمة في علاج تكيس المبايض تناول حبوب جلوكوفاج 500 مج مرة واحدة لمدة أسبوع، ثم مرتين بعد الغذاء والعشاء لمدة 6 شهور أيضا.
مع أهمية تناول الفواكه والخضروات وحليب الصويا أو كبسولات فيتو صويا، وتناول كبسولات Total fertility وكبسولات اوميجا 3 وممارسة رياضة المشي.
ترهل الثدي أمر مرتبط بزيادة الوزن، حيث أن ثقل الثدي يزيد ويشد على الأربطة الداعمة، ويفضل ارتداء حمالة صدر مناسبة لحجم الثدي، ويمكنك العودة إلى الكتابة للموقع مرة أخرى، وستجديننا بجانبك إن شاء الله.
ندعو الله لك بالصحة والعافية والسلامة.
______
انتهت إجابة د. منصورة فواز سالم. طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة
وتليها إجابة د. أحمد الفرجابي. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
____
مرحبا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يكمل عليك نعمه الكبرى، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يزيدك حرصا وخيرا، وأن يجمع بينك وبين من يسعدك وتسعدينه وتكملين معه مشوار الحياة، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أحب أن أؤكد أن هذا الخوف ليس في مكانه، وأنت ولله الحمد تحملين هذه الصفات الطيبة وهذا التدين الذي نسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتنا ويثبتك دائما على كل أمر يرضيه، كذلك تحملين أعلى المؤهلات وهو كتاب الله، وأرجو أن نذكرك بأننا معشر البشر النقص يطاردنا رجالا ونساء، فالذي أعطاك جمالا وذكاء وأدبا ودينا أعطاك من النعم ما يغطي الجوانب الأخرى، والشريعة تتوجه إلى الرجل -وهو توجيه أيضا لنا جميعا-: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، فطوبى لمن تنغمر السيئات القليلة والعيوب القليلة في بحور حسناته وفي بحور النعم التي يتقلب فيها.
والحقيقة كل ما يبتلى به الإنسان هو من الخير، وهو له خير، (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).
وما ذكرت من العيوب قليل بجانب الميزات والنعم التي وهبك الله، والتي تجعل الجميع يرغب في أن تكوني معهم، حتى الأخوات يرغبن في أن تكوني مع أبنائهم وإخوانهم ومحارمهم، ونسأل الله أن يقدر لك الأصلح منهم، وأن يسعدك في حياتك الخاصة.
عليه: أرجو نزع صورة الخوف هذه لأنها ليست في مكانها الصحيح. واعلمي أن الرجل يحافظ على المرأة صاحبة الميزات المذكورة في الغالب، وهذا هو الأصل، وسعدنا جدا بإجابة الدكتورة - الطبيبة المختصة - وفعلا الطب تطور في زماننا، وهذه من نعم الله علينا، أن لكل داء دواء، وهذه الأمراض -ولله الحمد- والأشياء التي تشكين منها كلها لها علاج وعلاجها مقبول، والإنسان عليه أن يبذل ما عليه، والرجل إذا أحب زوجته قبل هذه النقائص، كما أن عليها أن تقبل ما في الرجل من نقائص، فنحن معاشر الرجال أيضا يطاردنا النقص، والذي يعطى نعم قد يفقد أخرى، وهذه طبيعة هذه الدنيا التي قال عنها الشاعر:
جبلت على كدر وأنت تريدها ** صفوا من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام فوق طباعها ** متطلب في الماء جذوة نار
وعندما يوجد الحب والود بين الزوجين فإن مثل هذه العيوب تتلاشى، وهذه الأشياء القبول بها سهل، طالما وجدت ما يغطيها من الجمال والكمال والأدب والأخلاق، وحفظ القرآن، والتدين، هذه ميزات غالية.
فأرجو أن تطردي هذه الفكرة تماما، واستمعي إلى توجيهات الطبيبة، وتواصلي مع موقعك، وأرجو ألا تترددي مطلقا عندما يأتي الخاطب المناسب ويطرق الباب ويقابل أهلك الأحباب، وسيعرف مثل هذه الأشياء، ولا مانع من أن يعرفها، ولكن نحن على يقين أن هذه الميزات المذكورة ستغطي على كل نقص يمكن أن يوجد.
فنسأل الله أن يسعدك، وأن يعرفك نعمه عليك لتقومي بشكرها، وأن يعينك بذلك الشكر على نيل المزيد والتخلص من النقائص، والحمد لله السبيل لذلك سهل، فتوكلي على الله تبارك وتعالى، واستعيني بالله ولا تعجزي، ولا تردي طارق الباب، واختاري بل الأفضل والأتقى لله تبارك وتعالى، وهذا هو توجيه الشريعة للمرأة ولأوليائها: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.