السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت في دورة عسكرية وتأتيني أفكار بأن أطلق النار على الطلاب، وأصدق الفكرة الوسواسية، وتأتيني نوبات خوف واكتئاب، فلما فصلت من الدورة ارتحت، والآن سأرجع للدورة العسكرية، فهل هي أفكار حقيقية، أم فكرة وسواسية؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
هذا الذي يحدث لك من ظاهرة هي وساوس قهرية، والوساوس الفكرية كثيرة جدا، وتقسم إلى عدة أنواع، وأهمها ثلاثة أنواع، هي: الوساوس الدينية، والوساوس الجنسية، ووساوس العنف.
أنت تعاني قطعا من وساوس العنف، وهي أفكار مزعجة حقيقة نسبة لمحتواها، لكن -بفضل الله تعالى- الإنسان لا يستجيب أبدا لمثل هذه الوساوس. مثلا تجد الأم التي تتجنب أن يكون أبنائها معها داخل المطبخ؛ لأنها تخاف أن تصيبهم أو تطعنهم بسكن المطبخ. هذا مشابه جدا لهذه الوساوس التي تأتيك.
أخي الكريم: يا حبذا لو قابلت طبيبا ليصف لك أحد الأدوية المضادة للوساوس، لأن العلاج الدوائي مهم، وإن لم يكن ذلك ممكنا فسوف أصف لك دواء جيدا جدا، الدواء يسمى (فافرين) واسمه العلمي (فلوفوكسامين)، تبدأ بجرعة خمسين مليجراما ليلا، وتستعملها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها مائة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم مائتي مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم خفضها إلى مائة مليجرام ليلا لمدة شهرين آخرين، ثم خمسين مليجراما لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجراما ليلا يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
توجد أدوية كثيرة أخرى، لكن الفافرين هو من أفضل الأدوية التي تقضي على هذا النوع من الوساوس.
وبالنسبة للعلاجات السلوكية: تقوم على مبادئ أهمها رفض الفكرة، وعدم الخوض فيها، وعدم حوارها، وعدم تصديقها، واستبدالها بفكرة مخالفة أخرى. فاصرف نفسك عن هذه الأفكار، وحقرها، واستبدلها بما هو مخالف لها، فهذا إن شاء الله تعالى فيه خير كثير بالنسبة لك، واشغل نفسك بما هو مفيد، مارس الرياضة، تواصل مع زملائك، وقطعا الدواء سوف يقضي تماما على هذه الوساوس بحول الله وقوته.
إذا هي أفكار ليست حقيقية، هي أفكار وسواسية، وكما قلت لك: بفضل الله ورحمته وساوس العنف لا ينفذها الإنسان ولا يلبيها ولا يستجيب لها في معظم الحالات.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.