السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أعاني من الحزن الشديد، لا أستطيع الدراسة أو فعل أي شيء من المهام اليومية مهما كان سهلا، لا أقدر حتى على النهوض من السرير، لا أستطيع الحديث مع أي شخص، لا أرغب في أي شيء في الحياة، ولا يوجد أي شيء يسعدني، ولا أخاف على أي شيء أو شخص حتى، ولا أستطيع إيجاد أي هدف.
توفي أبي منذ ١٠ أشهر ومن وقتها وأنا لا أستطيع الخروج من هذه الحالة، أريد معرفة الجرعة المناسبة من دواء بروزاك، وكيف آخذه بحيث لا تحدث لي انتكاسة.
عندي اكتئاب شديد لا أقوى على فعل أي شيء في الحياة مهما كان صغيرا، ولا أريد التحدث لأي شخص، وقلبي يؤلمني لأبعد حد، هل يوجد دواء لهذا الألم؟ هل بروزاك فعال؟ وما الجرعة المناسبة؟
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قبل أن أتحدث عن الدواء، افتقاد الطاقات والدافعية بالكيفية التي ذكرتها له علاقة بأنواع معينة من الاكتئاب النفسي، فقد يكون لديك اكتئاب نفسي، لكن في ذات الوقت أعتقد أنه من الضروري جدا أن تدخلين في تأمل وتدبر وفكر إيجابي، الله تعالى حباك بالطاقات وحباك بالمقدرة وحباك بأشياء كثيرة إيجابية، فلا بد أن تطرحي على نفسك لماذا هذا التكاسل؟ لماذا هذا الخمول؟ وعليك بالدعاء.
أسأل الله تعالى أن يزيل عنك هذا الذي أنت فيه، ويعرف أن المنقصات حسب حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتي استعاذ منها الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد تعطل الإنسان كثيرا، لذا يجب أن نتمسك بالدعاء، (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال)، حديث عظيم، معاني رائعة، معاني سامية تولد في الإنسان الدافعية حقيقة، إذا قال الإنسان هذا الحديث وردده بقناعة وإيمان مطلق.
بالنسبة للأشياء الأخرى أريدك أن تنامي مبكرا ولا تنامي في أثناء النهار مهما كان الكسل، أجلسي على كرسي مثلا ولا تنامي مطلقا لكن احرصي على النومي الليلي المبكر؛ لأن ذلك يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الجسم، والهرمونات المتعلقة بالحالة النفسية، وعليه يستيقظ الإنسان مبكرا ويؤدي صلاة الصبح وهو نشطا، والبكور فيه خير كثير جدا، ومعظم المواد الإيجابية الدماغية المتعلقة بالموصلات العصبية تفرز في فترة الصباح، فهذا أمر علمي مهم جدا، وبعد صلاة الفجر يمكن أن تقومي بتمارين رياضية إحمائية وبعد ذلك تنخرطين في أي شيء ترينه مهم، كالقراءة، والاطلاع، وبعد ذلك تخططي لبقية اليوم وكيف تديرينه وما هي الأشياء التي يجب أن تقومي بها، وحسن إدارة الوقت تعني حسن إدارة الحياة.
إذا يجب أن تنهضي بنفسك، وأريدك أيضا أن لا تجعلي لنفسك اليد الدنيا كوني دائما يد عليا خاصة في وسط أسرتك، شاركي في أعمال المنزل، كوني شخص له أفكار، له آراء تساعد في تطوير الأسرة، تواصلي مع صديقاتك، أحرصي على الصلاة في وقتها، هذه كلها أشياء عظيمة جدا تجعل الإنسان حقيقة في مزاج حسن، والتحسن دائما يؤدي إلى المزيد من التحسن.
بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك نعم، البروزاك دواء رائع دواء فاعل جدا، لكن أرجو أن لا تعتمدي على الدواء فقط، يجب أن تقومي بما ذكرت لك من إرشاد، جرعة البروزاك تبدأ بكبسولة واحدة في اليوم، أي 20 مليجرام تتناوليه نهارا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم تجعلي الجرعة 40 مليجرام يوميا، أي كبسولتين وهذه هي الجرعة العلاجية وهي جرعة ممتازة جدا، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تنتقلين إلى الجرعة الوقائية بأن تتناولين البروزاك كبسولة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعليها كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهر ثم توقفي عن تناوله، البروزاك فعاليته تبدأ أسبوعين من بداية تناوله، ويتم البناء الكيمائي تدريجيا و-إن شاء الله تعالى- يبدأ لديك التحسن مباشرة، البروزاك والذي هو يعرف باسم فلوكستين يتميز بأنه غير إدماني غير تعودي ولا يؤثر على الهرمونات النسائية ولا يؤدي إلى أي زيادة في الوزن وليس له أي أعراض انسحابية، أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، واشكرك على الثقة في إسلام ويب.