السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
متزوجة، وعمري 35 سنة، أعاني منذ سنوات من نوبات اكتئاب وحزن شديد وقلق واضطراب في النوم، وذلك كان يصيبني قبل الدورة بأسبوع، والآن اختلف التوقيت بعد الدورة الشهرية، وعند محاولة تجربة أطفال الأنابيب وفي شهر رمضان تتكرر معي، وخلال هذه الفترة تنقلب حياتي تماما، وتستمر لفترة أسبوع، أو أسبوعين.
أتمنى الموت كل يوم من شدة ما أشعر به من الحزن والضيق، حيث لا أستطيع القيام بالواجبات المعتادة، وكل شيء أقوم به بصعوبة لتستمر الحياة، ويصيبني ألم في المفاصل، أيضا وشحوب في الوجه.
أكره الحياة، علما بأني مؤمنة ولله الحمد، لكني أفقد الشغف لكل شيء، حتى أني لا أستطيع أن أقرأ القرآن والدعاء مثل المعتاد، وأشعر أنني أريد أن أبقى في الفراش.
ظروف حياتي صعبة، لكن بإيماني أقاوم كل شيء، وراضيه بما كتبه الله لي، لكني لا أستطيع التغلب على هذه الحالة، وجربت العديد من المكملات الغذائية، وذهبت للعديد من الأطباء، وعملت جميع الفحوصات دون فائدة، فكرت بالذهاب إلى طبيب نفسي، ولكن خائفة من الأدوية النفسية، وأعراضها الانسحابية حسب ما اقرأ في الانترنت، هل يوجد علاج أستطيع آخذه لمدة قصيرة خلال الشهر؟ وهل يؤثر العلاج على وظيفتي؟ لأني أعمل بمجال خدمة العملاء والمبيعات.
وهل تؤثر على الحمل؟ حيث إنني متزوجة منذ 7 سنوات، ولم أنجب ومحاولة أطفال الأنابيب فشلت مرتين، ولدينا محاوله أخرى الشهر القادم
وأتناول مضادات هيستامين مثل كلاريتين، وأصبت قبل سنة بكسل بسيط في الغدة الدرقية، أتناول ثيروكسين عيار 25.
سامحوني على الإطالة، أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، مما ورد في رسالتك نستطيع أن نقول أنه لديك مزاج اكتئابي، يصاحبه شيء من القلق، وهذا يسمى بالقلق الاكتئابي أو الاكتئاب القلقي من الدرجة البسيطة، وكثيرا ما يؤدي إلى اضطرابات في النوم، وكثيرا ما تكون ذروته وشدته قبل الدورة كما تفضلت، هذه أيتها الفاضلة الكريمة تعتبر حالة بسيطة نسبيا، وأعتقد أنك أيضا لديك قابلية للتغيرات الظرفية مع التغيرات المتعلقة بالأحداث الحياتية، حالتك تتطلب حقيقة التفكير الإيجابي، يظهر أن الأفكار السوداوية السلبية هيمنت عليك، وقطعا لديك أشياء عظيمة في حياتك، فيا أيتها الفاضلة الكريمة حقري الفكر السلبي، وتمسكي بالفكر الإيجابي، وهذا يؤدي إلى تغيير إيجابي جدا في المشاعر.
وعليك أيضا أن تحكمي على نفسك بأفعالك، وليس بأفكارك أو مشاعرك، انظري إلى إنجازاتك، أحسني إدارة الوقت في أثناء اليوم، وكل إنجاز إيجابي يجب أن تعطيه قيمته الحقيقة؛ لأنه يؤدي إلى مردود إيجابي كبير على النفس، رياضة المشي مهمة جدا؛ لأن الرياضة تقوي النفوس قبل الأجسام، تجنب النوم النهاري، تجنب تناول مكونات الكافيين الشاي والقهوة والبيبسي والكولا بعد الساعة الخامسة مساء أيضا ننصحك به كثيرا أيتها الفاضلة الكريمة.
أنا أعتقد أن العلاج الدوائي أيضا له دور في حالتك، وربما يكون أحد الأدوية القديمة البسيطة جدا يكون كافيا في حالتك، هنالك عقار يسمى ايمتربتالين واسمه التجاري تريبتزوال قديم جدا ومشهور ومعروف، وهو بسيط جدا وسليم جدا، ولا يؤثر على الحمل أبدا، وأنت حقيقة تحتاجين له بجرعات صغيرة، من الآثار الجانبية لهذا الدواء قد يؤدي إلى شعور بالجفاف في الفم، أو الثقل في العينين في الأيام الأولى للعلاج، لكن لا أتوقع أن ذلك سوف يحدث معك؛ لأن الجرعة التي تحتاجين لها هي جرعة صغيرة، وهي 25 مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم تناولي 12.5 مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، أسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة، وأريدك أن تكوني إيجابية في كل شيء، فحوصاتك الحمد لله كلها سليمة ورائعة، وهذا يجب أن يشجعك كثيرا.
بالنسبة لكسل الغدة الدرقية أيتها الفاضلة الكريمة هذا يجب أن يعالج بصورة صحيحة؛ لأن كسل الغدة الدرقية في حد ذاته يؤدي إلى الاكتئاب النفسي، العلاقة ما بين وظائف الغدة الدرقية والحالات النفسية كالقلق والاكتئاب علاقة معروفة جدا، فراجعي طبيبك، واذكري له هذه المعلومة، وربما تحتاجين إلى أن ترفعي السيروكسين قليلا، ربما تكون 50 ميكروا الجرعة يوميا هي الأنسب حتى وإن كان الكسل قليلا، لكن ما دام هنالك اكتئاب نحن نفضل أن تدعم الغدة الدرقية بصورة أفضل، لكن طبعا القرار النهائي سوف يكون لطبيبك، لا تكثري من تناول مضادات الهستامين، فكثير من الناس قد يتعودون عليه، بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.