لم أعد أستطع التواصل مع الناس.. أرشدوني

0 27

السؤال

السلام عليكم

أول مرة أقوم بإرسال رسالة إليكم، فلا أعرف كيف أصيغ السؤال، ومن أين أبدأ؟ ولكن لثقتي في موقعكم أكتب إليكم.

أنا لا أجيد التعبير عما بداخلي، وأحس دائما أني لن أجد من يفهمني ويقدر ما أنا فيه ويعطيني الحل المناسب.

أنا فتاة، عمري 28 عاما، حياتي متوقفة ليس لها معنى، لم يعد لدي أحباء من أهل وأصحاب أستطيع التواصل معهم، كل الناس من حولي سيئون، ولا أشعر بالراحة معهم، منهم من يحاول الإهانة بدعوى المزاح، ومنهم من يحاول إهانتي أو إهانة والدي، ومنهم من يفتعل المشكلات والخصام؛ لأنه يريد منا معاملته بطريقة معينة، أو لأننا أخطأنا في حقه.

والداي بينهما مشاكل كبيرة، الناس ما تغيرت، ولكني أنا التي كبرت، فما كان عاديا لي سابقا أصبح الآن يؤرق عيشي، فأنا كبرت ولم يعد لدي كبير -فهم كبار بعقول صغار-! أنا الآن أجلس في بيتي بالشهور، ولا أرغب بالخروج منه.

لا أستطيع الانتظام في الدراسة أبدا مهما حاولت، إن حاولت الضحك أو الابتسام وكسر انعزالي، أجد أمامي من يكسر فرحتي بلا مبالغة.

أرغب بالانتقال للعيش في منزل آخر؛ لأنه سبب لي مشاكل كثيرة، ولكن هذا صعب من الناحية المادية، أصبحت قاطعة للأرحام، وأشعر بالذنب، ولكن يعلم الله أني أحبهم وأرغب بودهم والسؤال عنهم، ولكنهم يتسببون بسوء حالتي النفسية بشدة.

الطبيب النفسي شخص حالتي بالاكتئاب، ولكن ما استطعت المداومة لسببين الأول عدم استطاعتي النزول من البيت بسهولة، والثاني تكاليف الجلسات.

كل من حولي يتهمني أني السبب فيما أنا فيه؛ لأنهم يرون الحل الوحيد هو الخروج للعمل وشغل نفسي.

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بالأخت الفاضلة ونشكرك على تواصلك الأول وثقتك بموقع الشبكة الإسلامية.. ونرحب بك أختا عزيزة، أحسنت الوصف والتعبير عما تشعرين به حتى في دقائق الأمور، وأحسنت وصف الحالة النفسية والاجتماعية والأسرية التي تعيشينها، لا شك أنه أمر صعب ما وصلت إليه من العزلة والانقطاع، وخاصة من الواضح أنك اجتماعية، فقد ابتعدت عن أقربائك بالرغم من حرصك على صلة الرحم، فهذا أمر طيب أحمد الله تعالى لك عليه.

مما هو واضح في سؤالك شعورك الشديد بعيوب الناس وإساءتهم لك ولوالديك وللأسرة، والسؤال الذي علي أن أطرحه هنا كمستشار في الطب النفسي هل هذا كله الذي وصفت صحيحا دقيقا بهذا الشكل أم أنه مبالغ فيه بسبب حالتك النفسية ومنها الاكتئاب؟ فمن يعاني من الاكتئاب عادة لا يرى أو يذكر إلا السلبيات وعيوب الأمور وسلبيات تصرفات الناس مع كثيرا من المبالغة، أنا أقول أن هذا موجود عندك، ولكن ربما علينا أنت ونحن أن نفكر فيه بهذا الشكل، سأعرض عليك طريقتين للخروج مما أنت فيه، واحدة بالاستعانة بالطبيب النفسي والأخرى من دون اللجوء إلى الطبيب النفسي.

أما الأولى: فإن استطعت أن تعودي للطبيب الذي شخص عندك الاكتئاب، فتعودي إليه ليؤكد التشخيص أولا بعد فحص الحالة النفسية عندك، ثم إن تأكد التشخيص أن يصف لك أحد الأدوية المضادة للاكتئاب وهناك عدد كبير منها، وبعضها خفيف لطيف، يحسن الاكتئاب مع قليل من الأعراض الجانبية، وأترك هذا للطبيب، ولا تحتاجين إلى أن تتابعي معه بوقت متقارب إن صعبت كلفة الجلسات، فيمكن أن تكون متباعدة على أن تلتزمي بأخذ الدواء الذي يصفه لك باستمرار، ونحن هنا نتكلم عن متابعة العلاج الدوائي لعدة أشهر.

أما الطريقة الثانية: إن تعذر عليك اللجوء إلى الطب النفسي فهناك أمور أخرى تقومين بها مما يمكن أن تعينك على الخروج مما أنت فيه، منها التواصل مع صديقاتك أو على الأقل صديقة واحدة ترتاحين إليها، أو قريبة واحدة تطمئنين معها، وعلى أن تحاولي الخروج من البيت وخاصة نحن في فصل الصيف حيث يسهل على الإنسان في وقت المغرب أو قبل المغرب أن يستمتع ببعض مظاهر الطبيعة في هذا الصيف، أيضا ممارسة الهوايات وخاصة الرياضة والمشي، فالرياضة مضادة للاكتئاب، وفي بعض حالات الاكتئاب يكون فعلها كفعل الدواء المضاد للاكتئاب، ولك أيضا أن تفكري بتنمية بعض المواهب المفيدة والتي أولا تحسن حالتك النفسية، وثانيا تعينك على العودة للدراسة التي تحبينها..

أدعو الله تعالى أن يخفف عنك، وييسر أمرك لتخرجي من الحالة النفسية التي أنت فيها، وتشعري بشيء من الراحة والاطمئنان والسلام الداخلي.

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات