أعاني من حالة اكتئاب تجعلني أسأل عن الهدف من الحياة

0 406

السؤال

أنا طالب جامعي من أشهر -تقريبا- بدأت أحس بحالة اكتئاب غريبة، وما لها تفسير بالنسبة لكيفية نشوئها، هذه الحالة هدفها أنها تجعلني أركز على مجموعة من الأسئلة المصيرية، وهي:

1-ما الهدف من السعادة، والعيش بسرور إذا كانت حياة الإنسان لها مدة زمنية تنهي فيها مشواره الدنيوي؟

2-ما هو الهدف من الحياة؟

3- أشعر بوحدة وغربة دائما: لا صديق، ولا أخ، ولا شريك فكري؟

4-ما الهدف من التطور في الحياة إذا كانت النهاية موجودة للدنيا؟

5- سعادتي لا تكتمل بسبب مطاردة الموت لي في أي لحظة سعادة، فبمجرد شعوري بالسرور أسترجع أرشيف الموت، فينتقل الشعور من الفرحة إلى اليأس؟

6-يطاردني شبح الدخول في حالة غيبوبة بسبب ممارسة نشاط جسدي معين، أو الإصابة بمرض جسدي معين، مما يزيد من مستوى الخوف النفسي لدي؟

7-أشعر بالخوف من مسألة أن أقابل "جن أو شيطان" في حياتي الدنيوية وخاصة فترة الليل؟

8-أشعر بالكسل والملل من ممارسة الشعائر الدينية من صلاة وصيام وقراءة قرآن! وخاصة مسألة قراءة القرآن، فأنا -ومع احترامي للقرآن الكريم- من أعداء القراءة بغض النظر عن مجالها الثقافي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ الغريب حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن القضايا التي طرحتها هي أسئلة ذات طابع فلسفي إلى درجة كبيرة، ومثل هذه الأسئلة تحمل أيضا طابع الوسواس القهري، فهي أسئلة وسواسية في مجملها، وحقيقة الوساوس هي أفكار تكون مفروضة على الإنسان ودائما لا توجد إجابات محددة لما يريد الإنسان الوصول إليه، ولكن نقول لك: إن هذه الأسئلة لا بد أن تتمعن فيها، وبعد ذلك تجد الأفكار المضادة لها، فالهدف من الحياة معروف، وهو أن نعمر هذه الأرض، وأن نسعى بكل جهدنا، وأن نعمل الصالحات، حتى نعيش الحياة الدائمة بكل سعادة، وأن نكون في جنات النعيم، أي أن هذه الحياة التي نعيشها الآن ما هي إلا مرحلة قصيرة، الهدف منها هو إعمار الأرض وطاعة الله، والعمل من أجل الحياة الأخرى وهي الحياة الدائمة.

أرجو أن تفكر بهذا المنهج، أي من لا يستفيد أو من لا يعمل الصالحات في حياته هذه فهو يكتب الشقاء لنفسه، والهدف من السعادة هي أن أكون سعيدا ومسرورا، وهذا لا يتأتى إلا إذا عمل الإنسان في دنياه.

أرى أنه سيكون من المفيد لك جدا أن تتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس، فهي إن شاء الله سوف تقلل من حدة هذا التفكير لديك، وتجعلك أكثر ارتباطا بالواقع في تفكيرك، والدواء الذي أود أن أصفه لك يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضه إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر.

هذا الدواء مفيد جدا، وإن شاء الله سوف يجعل هذه الأفكار التي تنتابك تضعف وتقل حتى تنتهي بإذن الله تعالى.

مقابلة الشعور بالخوف من مقابلة الجن أو الشيطان، هذا أيضا خوف غير مبرر، عليك أن تكون حريصا على أذكارك، وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

الكسل والملل من ممارسة الشعائر الدينية ربما يكون هو جزء من الإحباط العام الذي أنت مصاب به، ونسأل الله تعالى أن تستفيد من الدواء الذي وصفناه لك، حتى يزيد من فعاليتك، ولكن عليك يا أخي أن تجاهد نفسك بقوة، وأن لا تترك للتكاسل فرصة إلى نفسك، وأن لا تحاور نفسك مطلقا في أمر الصلاة والعبادة وقراءة القرآن، فعليك أن تطبق الفعل ثم تفكر بعد ذلك فيه، أي عليك بالصلاة في وقتها، وهذا في حد ذاته إن شاء الله سيكون له عائد إيجابي على تفكيرك، مما يرفع من معنوياتك؛ لأن في أداء الصلاة نوع من الكفاءة الذاتية الداخلية التي تشرح صدر الإنسان وتعطيه القوة للقيام بمزيد من الأعمال الأخرى، سواء أعمال الدنيا أو العبادة.

أسأل الله لك التوفيق، وأود أن أؤكد لك أن هذه الأفكار أفكار وسواسية يمكنك التخلص منها، إذا حاولت إضعاف منطقها، أي أنها لا تقوم على منطق حقيقي، وفي ذات الوقت تتناول الدواء الذي وصفته لك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات