السؤال
السلام عليكم.
أنا عمري 17 سنة، ماتت جدتي قبل فترة، وتغيرت أمي بسبب ذلك، أصبحت عصبية جدا، ومع هذا عند حدوث مصيبة تحزنها أذهب لمواساتها، مع أني لا أفهم أمور البالغين، ولدي ضغوط نفسية، لكني أحاول التحمل حتى لا تحزن أمي.
عندما أحاول برها وأسألها عن سبب حزنها تغضب إذا لم أفهم، وتقول بأني غبية، أمي طيبة جدا، لكنها تغيرت بعد موت أمها، أصبحت غريبة لا تعتني بي ولا تسأل عني، تغيرت نفسيتي بسبب ذلك، وأصبحت عصبية، وأحاول كبت عصبيتي كي لا أعقها، أشعر بالمرض والاكتئاب، تارة أبكي وتارة أبتسم، أشعر بالضياع، وأحتاج أن أفهمها، لكنها تغضب عند مناقشتي لها أو تغير الموضوع.
اليوم أخبرتها برغبتي في تغيير المدرسة؛ لأن المدرسين لا يراعون، وإدارة الطلبة غير متفهمة، فقالت لي هل أنت غبية لهذه الدرجة؟ حزنت كثيرا، فلم تكن تجرح مشاعري هكذا، حاولت أن أوضح لها أنها تغيرت، لكنها تغضب، وأحيانا في لحظات الغضب تدعي أننا لا نساعدها في أعمال المنزل، علما أني أساعدها في أوقات فراغي من الدراسة، وعندما ماتت جدتي كدت أرسب بسبب مساعدتي لها، حتى ترتاح في بيت نظيف.
أنا ضائعة ومضطربة وحزينة، أشعر بعدم القدرة على فعل شيء، أريد الموت، لكنني أصلي وأخاف من الله، لذلك من المستحيل أن أؤذي نفسي، أريد أن أرتاح، وأشعر أن الراحة مستحيلة، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -بنيتي- في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على تواصلك معنا بهذا السؤال.
أولا: أحمد الله تعالى على حرصك على برك بوالدتك وهنيئا لأمك أن عندها فتاة مثلك -حفظك الله وحفظها أيضا-، من الواضح أن أمك ما زالت متأثرة من فقدان والدتها، وهذا أمر متوقع ومتفهم وقد يأخذ بعض الوقت، وإذا كان قد مضى على وفاة الجدة -رحمها الله- مدة أكثر من 6 أشهر فربما يفيد أن نقوم بتقييم حالة الأم النفسية ومحاولة مساعدتها إن احتاجت لهذا، كي تتجاوز حالة الحداد وأثر فقدان هذه، ففقدان الأم صعبا على الكثير من الناس.
ولكن قد لا تكوني أنت رغم حرصك ونيتك الطيبة قد لا تكونين أفضل من يفاتحها بهذا الموضوع، وأنصحك أن تتركي هذا لأحد غيرك، هل الوالد موجود أو أحد الإخوة أو الأخوات أو إحدى القريبات التي هي أكبر منك؟ ربما تكون هي الشخص الأنسب لتحدث والدتك عن والدتها أي الجدة، لتساعدها على الخروج مما هي فيه، لأن من الواضح أن مفاتحتك لها بهذا بدأ يؤثر عليك وبدأت تسمعين كلاما لا تحبين سماعه من والدتك، أكيد أنك ستعذريها فيما تقول فهي ربما ما زالت مفجوعة بفقدان أمها -رحمها الله-.
اعطيها مساحة وابتعدي عنها قليلا لتشعر بما تشعر به من أثر فقدان والحزن، ولكن يمكنك مساعدتها بأسلوب غير مباشر، ليس في فتح الموضوع وإنما ربما مساعدتها ببعض الأمور الأخرى، وأن تنقلي لها أخبار طيبة عنك وعن حياتك، فهذا لا شك سيسعدها، هل والدتك مصابة فقط بالأسى الطبيعي لفقدان أمها أم أن الأمر تطور إلى حالة من الاكتئاب؟ من الصعب علي من خلال ما ورد في سؤالك أن أؤكد أو أنفي أنها مصابة بالاكتئاب، ولكن أنصحك أن تتحدثي مع أحد أفراد الأسرة كالوالد أو غيره لتعملوا معا على مساعدة الوالدة لتخرج من هذا الحال النفسي الذي هي فيه، وأطمئنك أنها ستخرج من هذا -بإذن الله سبحانه وتعالى-، ولكن ربما الأمر يحتاج إلى التقييم، وربما علاج أيضا.
أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية، وأهنئك على حرصك على مساعدتك لوالدتك وبرها.