السؤال
عندي مشكلة عجيبة!
ابني الصغير عمره 4 أشهر، إذا عطس والداه أو أحدهما فإنه يبكي بكاء شديدا، وإذا تكلم والداه أو أحدهما بالتلفون فإنه يبكي بكاء شديدا، أمه قالت أنه يظن أننا نصرخ عليه؟ فهل يا ترى هذا هو السبب؟
والشيء الثاني: هو أن هذا الطفل يناغي وتظهر منه بعض الحروف عندما يتكلم وحده أو مع الناس، فهل يمكن أن يفهم علماء النفس هذه اللغة؟
والشيء الثالث لو تركه والداه وذهبوا فإنه يبكي بكاء شديدا، ولما يرجع والداه أو أحدهما ويراهما أو أحدهما يسكت وأحيانا يبكي، ويريد من والديه أن يرفعاه ويتحملاه ويحضناه حتى يسكت! فلماذا يفعل هكذا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Udsgj حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا: أنا لست متأكدا هل تقصد أن عمر الطفل الصغير هو أربعة أشهر أم أربع سنين، فالطفل في عمر الأربعة الأشهر لا يكون مدركا لكثير مما ورد في رسالتك، ولكن على العموم بكاؤه في أثناء عطس الوالدين أو التحدث بالتلفون، هذا في أغلب الظن أنه يحدث له استشعار مفاجئ يؤدي إلى خوفه، فيمكن أن تقلل هذه الأشياء في حضوره ما دامت تسبب له هذا الإزعاج أو الصراخ والبكاء الذي يحدث منه.
أما بالنسبة للكلام، فالطفل في هذا العمر ليس له مقدرة لإخراج أي نوع من الحروف أو كلمات مفهومة، فما يحدث من الأطفال من همهمات بسيطة لا يعرف طبيعتها ولكنها يعرف عنها أنها هي المقدمة لتكوين اللغة عنده. فأرجو أن لا تهتم بهذا الأمر أبدا.
بالتأكيد إذا كان الطفل أكثر التصاقا بوالديه ثم ترك لوحده، من الطبيعي جدا أن يتفاعل بالبكاء، والبكاء حقيقة هو نوع من الاحتجاج، والطفل دائما يود أن يكون مركز الانتباه، فأرجو أن تكون المعاملة وسطية بقدر المستطاع، أي أن لا يلصق الطفل بوالديه في كل الأوقات، وأن يترك لوحده أو في سريره لفترة من الزمن، فهذا سوف يقلل من احتجاجه حين يكون هنالك نوع من الفراق أو الابتعاد عنه.
هنالك أخطاء تربوية شائعة، وهي أن الطفل حين يبكي تقوم بعض الأمهات بإسكاته بحمله أو رفعه أو إرضاعه، فالرضاعة والحمل لا نقول إنها ممنوعة أو يجب أن لا تستعمل، ولكن نقول: يجب أن لا تكون هي الوسائل الدائمة لإيقاف الطفل عن البكاء.
وبالله التوفيق.