السؤال
لي صديقة بعمر 27 سنة، عزباء، طلبت مني نصيحة فلم أستطع تقديم العون لها، لذلك أسأل هنا، هي تعاني من مشكلة ولم تستطع حلها بأي طريقة، وهي إدمان الأفلام الإباحية.
الفتاة تصوم وتصلي، ولها ورد يومي وذكر، ملتزمة باللباس الشرعي لأبعد حد، وتحفظ القرآن، تبحث عن أي عمل لتتقرب به إلى الله.
تقول لي: إنها عندما تريد مشاهدة هذه الأفلام تشعر، وكأنها خرجت عن السيطرة على ذاتها، تبكي على فعلتها وهي تشاهد الأفلام، تحاول أن تلهي نفسها بذكر الله، وإذ تراها تسبح الله، وهي تشاهد ما الحل؟ وكيف هو السبيل للخروج من هذا المستنقع؟
علما بأنها تقول لي: طيلة شهر رمضان المبارك لم يخطر ببالها هذا الشيء أبدا، وعاداتها عن شهر رمضان لم تختلف، لا اجتماعيا ولا دينيا، فقط ورد القرآن أصبح أقل بقليل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- ونشكرك على التواصل معنا عبر الشبكة الإسلامية.. ونشكرك على اهتمامك بصديقتك هذه، والحمد لله أنها ملتزمة ومصلية، فهذا بإذن الله سيدفعها للتغير والخروج مما هي فيه، نعم أصبحت مشكلة التكنولوجيا المعاصرة الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي وما تتيحه أصبحت مشكلة مؤرقة، وبحيث أننا نتحدث الآن عما يسمى السلوك الإدماني حيث إن الإنسان يمكن أن يدمن على سلوك معين بالرغم من عدم تعاطي المواد الكيميائية، حيث كان في الماضي مفهوم الإدمان هو إدمان تناول الممنوعات، بينما الآن نتحدث عن الإنسان الذي يمكن أن يدمن على سلوك معين كإدمان المواقع الإباحية والأفلام الإباحية، أو الألعاب الالكترونية.
طبعا بالإضافة إلى العزيمة والدافعية والحرص على تغيير السلوك، هناك بعض الأمور التي يمكن أن نقدمها كنصائح أو توجيهات مفيدة، من هذه التوصيات أن تقر صديقتك في نفسها بوجود هذه المشكلة، وأن تعزم على تغيير هذا السلوك، فالصدق في مواجهة النفس يمكن أن يعين الإنسان على تغيير سلوكه، وبحيث إنها تفكر في الآثار الضارة على إيمانها وأخلاقها وسلوكها من خلال هذه الممارسات.
الأمر الثاني: الحد من استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، فهي التي تفتح باب الدخول في المحرمات فلا بد من سد باب الذرائع وتحديد مدة وكمية استعمال وسائل التواصل والهاتف الذكي.
ثالثا: إمكانية تعطيل بعض البرامج والتطبيقات التي تفتح هذا الباب، فمن المعروف أنه هناك تطبيقات يتوفر فيها مثل هذه المشاهد أكثر من غيرها.
الأمر الرابع: الزيادة في الأنشطة الأسرية والاجتماعية والحرص على الاختلاط بالناس والقيام بالأنشطة مما يقلل الوقت المتاح لها لممارسة هذا السلوك.
خامسا: أن تضع لنفسها روتين معينا تمارس من خلاله دراستها أو عملها، وبحيث تضيق الوقت المتاح للأمور الأخرى.
سادسا: تحديد أولويات حياتها، ما هي أولوياتها في هذه الحياة، أين هي الآن، وأين تريد أن تكون في المستقبل، وماذا عليها أن تحقق، فأحيانا الفراغ وعدم وجود هدف واضح في الحياة يجعل الإنسان ينجرف إلى أعمال أخرى.
سابعا: الامتناع عن بعض وسائل التواصل الاجتماعي أو الهاتف الذكي في بعض الأوقات الحرجة، فمثلا في المساء تترك الهاتف بعيدا عنها من باب الوقاية، فلن يحصل لها شيء إن امتنعت عن الهاتف، أو وسائل التواصل لبعض الوقت.
ثامنا: أن تفكر في معرفة السبب، لماذا هي تدخل إلى هذه المواقع الإباحية؟ هل هي تشعر بالوحدة الشديدة، هل تشعر بالملل؟ وهل هذه المشاعر تجعلها تدخل إلى هذا الاستعمال غير الآمن؟
إذا كما تلاحظين -أختنا الفاضلة- أنه لا بد مع العزيمة والهمة العالية، لا بد من الاستعانة ببعض النصائح والتوجيهات، لتخرج من هذا السلوك، وكلمة أخيرة لو سمحت لي أختي رنا أن تهتمي أنت أيضا بنفسك، فكما قال المصطفى صل الله عليه وسلم "إن لنفسك عليك حقا"، فنعم أنت مهتمة بصديقتك ولكن أيضا يجب أن لا يكون هذا على حساب اهتمامك بنفسك، وحرصك على وقايتها.
أدعو الله تعالى لصديقتك وأختك هذه بالهداية والصلاح، والثبات وأدعو الله تعالى لك بالثواب العظيم، وأن ينفع بك.